<< مديرة المتحف: إغلاق 18 عامًا أعاد لنا تحفة أثرية متكاملة.. أصبح وجهة مفضلة للبعثات الدبلوماسية والشخصيات العامة
<< ولاء عبدالعاطي: إضافة 5 قاعات جديدة ليرتفع عددها 27 قاعة عرض
<< مديرة المتحف: 6000 قطعة أثرية بتقنيات عرض حديثة تنافس كبرى المتاحف العالمية
<< تحضيرات خاصة في المتحف لاستقبال رمضان بورش فنية وزينة تراثية
كتبت – هاجر عزام
تلعب المرأة المصرية دورًا بارزًا في مختلف مجالات الحياة، حيث أثبتت كفاءتها في المناصب القيادية، وخاصة في قطاع الثقافة والتراث. ومن بين النماذج المضيئة التي تعكس هذا الدور، الدكتورة ولاء عبدالعاطي، مديرة المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، التي تقود المؤسسة العريقة نحو مستقبل مشرق، بعد إعادة افتتاحه في عام 2023.
في هذا السياق، تبرز الدكتورة ولاء عبدالعاطي كأحد الأسماء البارزة في مجال الآثار في مصر، حيث شغلت مناصب قيادية، مما يجعلها نموذجًا حيًا للقيادة النسائية الناجحة في هذا المجال، حيث ساهمت في تعزيز مكانة المتحف على الخريطة الثقافية العالمية، إن نجاحها في إدارة هذا المعلم الأثري يعكس قدرة المرأة على القيادة في مجالات كانت تاريخيًا حكرًا على الرجال، لتثبت بذلك أن المرأة قادرة على التفوق والإبداع في أي مجال تختاره.
الدكتورة ولاء محمد مصطفى عبدالعاطي هي أستاذة متخصصة في الآثار اليونانية والدراسات الرومانية، حصلت على درجة الدكتوراه في هذا التخصص من جامعة الإسكندرية عام 2012، ثم بدأت مسيرتها المهنية بتدرج في العديد من المناصب في المجلس الأعلى للآثار، شغلت عدة وظائف رئيسية، منها أمين أثري في متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، وأمين أول في المتحف اليوناني الروماني، كما عملت كمدير لإدارة البحث العلمي في المتحف اليوناني الروماني، وكان لها دور كبير في تطوير وتحديث النظام الإداري والفني داخل المتحف، بالإضافة إلى إسهاماتها الكبيرة في إدارة قاعدة البيانات الخاصة بالقطع الأثرية.
في هذا الحوار الصحفي، تكشف لنا عن تفاصيل رحلة المتحف من لحظة إنشائه حتى يومنا هذا، وأهمية دوره الثقافي والتاريخي.
تلعب المرأة المصرية دورًا بارزًا في مختلف مجالات الحياة، حيث أثبتت كفاءتها في المناصب القيادية، وخاصة في قطاع الثقافة والتراث. ومن بين النماذج المضيئة التي تعكس هذا الدور، الدكتورة ولاء عبدالعاطي، مديرة المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، التي تقود المؤسسة العريقة نحو مستقبل مشرق، بعد إعادة افتتاحه في عام 2023. في هذا الحوار الصحفي، تكشف لنا عن تفاصيل رحلة المتحف من لحظة إنشائه حتى يومنا هذا، وأهمية دوره الثقافي والتاريخي.
متى تم إنشاء المتحف اليوناني الروماني، وما هي الدوافع وراء تأسيسه؟
يعود قرار إنشاء المتحف اليوناني الروماني إلى عام 1892، حيث بدأ كمبنى صغير مكون من خمس غرف فقط، وتم افتتاحه رسميًا على يد الخديوي عباس حلمي الثاني. وفي عام 1895، بدأ العمل على توسيع المتحف ليضم عددًا من قاعات العرض. كانت الفكرة وراء تأسيسه هي تجميع المجموعات الأثرية التي كانت موجودة في متحف بولاق، والذي يعد النواة الأولى للمتحف المصري في التحرير. بمرور الوقت، تم توسيع مجموعة المتحف عبر إضافة العديد من القطع الأثرية، والتي جاءت من مصادر مختلفة، مثل مقتنيات أنطونيادوس باشا، والخديوي عباس حلمي الثاني، والملك فؤاد، والملك فاروق.
لماذا تم إغلاق المتحف لفترة طويلة، وكيف كان مشروع ترميمه؟
تم إغلاق المتحف عام 2005 لبدء مشروع الترميم والتحديث، حيث كان الهدف هو تطويره وزيادة عدد قاعاته. عند الإغلاق، كان المتحف يحتوي على 22 قاعة عرض، ولكن بعد إعادة افتتاحه في أكتوبر 2023، أصبح يضم 27 قاعة في الدور الأرضي، مع إضافة دور علوي جديد. شهد المشروع إعادة تنظيم القطع الأثرية وفقًا لتسلسل زمني تاريخي، يحاكي حياة الإسكندرية في العصرين اليوناني والروماني.
ما هي أبرز الأقسام الجديدة التي أضيفت للمتحف؟
من بين الإضافات البارزة، قاعة “الجيبسوتكا”، والتي خُصصت لعرض القطع الجبسية التي تم إهداؤها للمتحف عبر العصور. تحتوي القاعة على أكثر من 15 قطعة أثرية مصنوعة من الجبس، تُستخدم كأدوات تعليمية لطلاب كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية والفنون التشكيلية. تعود فكرة هذه القاعة إلى إيفارستو بريتشيا، أحد مديري المتحف الإيطاليين الأوائل، الذي كان يحلم بإنشاء متحف منفصل مخصص للقوالب الجبسية.
كما أضفنا “قاعة المؤسسين”، التي تعرض تكريمًا لمديري المتحف الأوائل مثل بوتي، بريتشيا، وأدرياني. تعرض القاعة صورًا للقاعات القديمة، مما يوضح الفرق بين أساليب العرض التقليدي والحديث.
ما هي أهم القطع الأثرية الجديدة التي تم عرضها بعد إعادة الافتتاح؟
من أبرز القطع التي تم نقلها إلى المتحف، تمثال “إيزيس فاريا”، وهو أحد أضخم التماثيل المعروضة لدينا. هذا التمثال مصنوع من الجرانيت الوردي، ومقسم إلى ثلاثة أجزاء: تاج قرص الشمس الذي يعلوه ريشتي إيزيس، الجزء العلوي الذي يحتوي على الرأس والصدر، والجزء السفلي. لم يُعرض هذا التمثال بهذا الشكل المميز منذ عام 1963، وقد أثار إعجاب الزوار والخبراء الأثريين.
كم عدد القطع الأثرية التي يعرضها المتحف حاليًا؟
يضم المتحف نحو 6000 قطعة أثرية معروضة ضمن سيناريو متحفي متكامل، حيث تم تقديمها بطريقة متميزة مع إضاءة خاصة تعزز من جمالية القطع وتعطيها طابعًا فريدًا. هذا النهج الحديث في العرض يجعل المتحف منافسًا لكبرى المتاحف العالمية، وقد لاقى استحسان الزوار، من بينهم السفير الإيطالي الذي يزور المتحف بشكل مستمر نظرًا لإعجابه الكبير بالمقتنيات المعروضة.
كيف استقبل الجمهور المتحف بعد افتتاحه؟
شهد المتحف إقبالًا كبيرًا منذ افتتاحه، حيث نستقبل يوميًا آلاف الزوار من مختلف الجنسيات، خاصة من ألمانيا، إيطاليا، اليونان، روسيا، الصين وتركيا. كما نستقبل رحلات سياحية عبر السفن والبواخر القادمة إلى ميناء الإسكندرية. وقد كان هناك اهتمام خاص من المدارس المصرية، حيث يزورنا الطلاب بشكل مستمر ضمن برامج تعليمية وتثقيفية.
هل زار المتحف شخصيات بارزة؟
نعم، شهد المتحف زيارة العديد من الشخصيات المهمة، من بينهم سفراء الدول المقيمين في مصر، والقناصل في الإسكندرية. كما زارتنا رئيسة وزراء اليونان كاترينا ساكيلا روبولو، ووزير الثقافة الإيطالي ألكساندر جولي، بالإضافة إلى عدد من الفنانين، وحفيد الملك فاروق، وطلاب الجامعات من مختلف المحافظات.
كما زارنا وزير الثقافة الإيطالي، وهو من حسن حظنا، لأنه شغل سابقًا منصب مدير متحف في إيطاليا، مما جعله على دراية كبيرة بدور المتاحف في المجتمع. أعرب عن إعجابه الكبير بطريقة العرض المتحفي، ووعد بزيارة المتحف مرة أخرى مع أسرته.
هل هناك خطط للاحتفال بشهر رمضان داخل المتحف؟
نعم، نقوم بتحضيرات خاصة لاستقبال شهر رمضان، من خلال تزيين المتحف وتنظيم ورش فنية للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة. لدينا أيضًا ورش عمل لصناعة زينة رمضان، مما يساعد الأطفال على التفاعل مع التراث بطريقة إبداعية. كما سنعرض بعض القطع الأثرية التي توضح كيف كان سكان الإسكندرية يحتفلون بالمناسبات والمهرجانات قديمًا، مثل عيد البلطمايا، الذي كان من أهم الاحتفالات الرياضية في المدينة.
كيف ترى مستقبل المتحف اليوناني الروماني؟
أرى أن المتحف يمتلك إمكانيات كبيرة ليصبح واحدًا من أهم المتاحف في العالم، خاصة مع التطوير المستمر وتحسين تجربة الزوار. لقد حرصنا على تقديم تجربة متحفية تفاعلية تجمع بين التاريخ والفن والثقافة، مما يجعله نقطة جذب رئيسية للسياح والمهتمين بالتراث. سنواصل العمل على تنظيم المعارض المؤقتة واستضافة الفعاليات الثقافية، لتأكيد مكانة المتحف كمنارة ثقافية وتاريخية في قلب الإسكندرية.