<< إسماعيل أحمد: شغف الكيمياء يقودني لتطوير علاج مبتكر للسرطان
<< المضادات الحيوية التقليدية لا تناسب علاج السرطان لأنه مرض مناعي
<< ثبتنا فعالية المركبات ضد سرطان الدم وسرطان الثدي بتجارب معملية وبرامج محاكاة
<< أتمنى أن تتحول مركباتي إلى علاج دوائي فعلي بدعم جهات مختصة
<< حلمي تسجيل براءات اختراع وتأسيس مركز بحثي خاص لتطوير الأبحاث
كتب – محمد العدوي
“إسماعيل أحمد إبراهيم إسماعيل”.. شاب طموح جمع بين الشغف بالكيمياء والجدية في البحث العلمي، خريج كلية العلوم بتقدير عام امتياز، عمل معيدًا منتدبًا بكلية العلوم لمدة عامين، وواصل مسيرته الأكاديمية حتى حصل على درجة الماجستير في الكيمياء، متخصصًا في مجال المركبات المعقدة والمضادات الحيوية.
في هذا الحوار، يكشف إسماعيل عن تفاصيل رحلته مع البحث العلمي، والتحديات التي واجهته، وأمله في أن تسهم أبحاثه في التوصل لعلاج فعّال لمرض السرطان، وتحقيق بصمة علمية مميزة تخلد اسمه واسم بلده”
🔴 ما الذي دفعك لاختيار مجال الكيمياء، وتحديدًا التخصص في المركبات المعقدة والمضادات الحيوية؟
في البداية، كان دخولي كلية العلوم محض صدفة، لكنني أحب الكيمياء منذ صغري، وهذا هو الدافع الرئيسي لاختياري هذا المجال، ومحاولتي لمساعدة طلاب الثانوية العامة في مادة الكيمياء. أما بالنسبة لتخصص المركبات المعقدة والمضادات الحيوية، فكانت فكرة شجعني عليها مشرفي، وكان هدفنا أن نجد علاجًا فعليًا للسرطان، لا أن تكون مجرد رسالة ماجستير.
🔴 كيف توصلت إلى فكرة تكوين مركبات مخلبية من مضادات حيوية لعلاج السرطان؟
فكرت في كيفية علاج مرض السرطان، ومن خلال البحث عن أحدث طرق تطوير الأدوية، وجدت أن الروابط التناسقية والخواص المخلبية وتحميل المضادات الحيوية على المعادن هي من أحدث الوسائل لتطوير العلاج، فاتجهت لهذا الاتجاه بهدف الخروج من دائرة العلاج الإشعاعي والكيميائي، الذي يحمل بين طياته أضرارًا قاتلة.
🔴ما الفرق بين خواص المضادات الحيوية التقليدية والمركبات المعقدة الجديدة التي قمت بتطويرها؟
المضادات الحيوية لها قدرة على مهاجمة الأمراض البكتيرية، وغالبًا لا تساعد في علاج الأمراض المناعية، بينما السرطان يُعد مرضًا مناعيًا يحتاج إلى علاج متخصص يعمل بنظام حديث يتعامل مع الخلايا المصابة، لذلك اتجهنا لتكوين مركبات تمتلك هذه القدرة.
🔴هل يمكنك شرح كيف أثبتت التجارب المعملية فعالية هذه المركبات ضد سرطان الدم وسرطان الثدي؟
لدينا نوع من التحاليل يُسمى “النشاط الحيوي للمركبات”، وهو تحليل معملي، ونوع آخر يُسمى “الدوكينج”، وهو ببساطة برنامج كمبيوتر يستخدم لمحاكاة التفاعلات، خاصة التي تتطلب ظروفًا أو تكاليف كبيرة.
🔴ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتك أثناء إعداد الرسالة أو خلال إجراء هذه التجارب؟
من أهم الصعوبات التي واجهتني التكاليف والمصروفات طوال فترة العمل على الماجستير، وصعوبة توفير الوقت للعمل على البحث، لعدم توافر كل الإمكانيات في مكان واحد.
🔴هل كان هناك تعاون بينك وبين جهات بحثية أخرى محليًا أو دوليًا أثناء تنفيذ البحث؟
للأسف، لم يكن هناك أي تعاون بيني وبين أي جهة محلية أو دولية، وكانت كل التكاليف فردية.
نُشر بحثك في مجلة مصنفة Q1، فماذا يعني هذا التصنيف بالنسبة لك كباحث؟ وما مدى تأثيره في مسيرتك؟
يعني لي هذا التصنيف الكثير. وللتوضيح، تقوم المجلات العلمية بتحكيم الأبحاث قبل نشرها، ولا يُقبل البحث إلا بعد إثبات جدارته، ويتم تصنيف المجلات حسب قوة التحكيم من Q1 إلى Q4. وكان فضل الله عظيمًا أن يُقبل البحث في مجلة تحمل أعلى تقييم Q1، وهذا دافع لأن يكون النشر فيما بعد، بإذن الله، على نفس المستوى.
🔴هل تخطط لتحويل هذه المركبات الجديدة إلى علاج دوائي فعلي؟ وما الخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك؟
كم أتمنى أن أرى هذه المركبات دواءً فعليًا بين يدي في لحظة، ولكن تحقيق هذا الحلم يتطلب جهة مختصة لدعمه، فمن المستحيل تنفيذه بشكل فردي.
🔴كيف ترى مستقبل الأبحاث في مجال استخدام المركبات المخلبية لعلاج السرطان؟
أرى أن هذه الأبحاث تمثل تطورًا كبيرًا في العلم، وهي طوق النجاة من هذا المرض، ولدينا من الباحثين من يستطيعون تحقيق إنجازات عظيمة إذا امتدت إليهم يد العون.
🔴ما هو حلمك الأكبر في مجال البحث العلمي؟ وهل تطمح لتسجيل براءة اختراع أو تأسيس مركز بحثي خاص بك؟
أتمنى تسجيل براءات اختراع عديدة، لا واحدة فقط، كما أتمنى تأسيس مركز بحثي خاص يُمكنني من استكمال ما بدأته، والعمل على أبحاث جديدة في هذا المجال، وأن أحقق ما حققه علماؤنا الكبار مثل الدكتور مجدي يعقوب والدكتور أحمد زويل.
🔴هل ترى أن الوصول إلى علاج فعّال للسرطان بات قريبًا بفضل هذا النوع من الأبحاث؟
أرى أن علاج السرطان أصبح قريبًا جدًا، لكن ما ينقصنا هو الجهد الفعلي لتحويل الأبحاث إلى علاج حقيقي يُنهي أسطورة مرض السرطان.
في حال تم تطوير دواء فعلي من المركبات التي عملت عليها، ما الأثر الذي تتمنى أن تتركه في المجتمع العلمي والإنساني؟
أتمنى أن يُخلد اسمي واسم بلدي بأني كنت صاحب سبق في القضاء على مرض العصر، وأن يكون لي دعوة من كل مريض يتم شفاؤه، بإذن الله. أنا مؤمن أنني سأحمل ذات يوم علاجًا دوائيًا بسعر مناسب لعلاج هذا المرض، وأتمنى أيضًا أن أُسهم في تطوير تعليم الكيمياء في بلدنا.
