من قصر الحكم إلى تفاصيل حياة المواطن… تحديات تواجه الدولة المصرية على كل الجبهات
تقف مصر حاليًا عند مفترق طرق بالغ الصعوبة، وسط أجواء إقليمية مضطربة، وضغوط داخلية لا ترحم المواطن البسيط. في الوقت الذي تبذل فيه القيادة السياسية جهدًا كبيرًا لحماية الدولة من أي تهديد خارجي، تبرز على الجانب الآخر أزمات داخلية تحتاج إلى تدخل عاجل وحلول جذرية.
وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة: هل المعركة التي تخوضها مصر اليوم تقتصر على الجبهة الخارجية؟ أم أن الداخل أيضًا بات مهددًا ويحتاج إلى إنقاذ؟
ان التحديات الخارجية و بحكمة رئيس يُجيد إدارة الصراعات
منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية قيادة البلاد، ومصر تسير بخطى ثابتة في محيط إقليمي مشتعل. التحديات الخارجية لا تُحصى: أزمة السودان، النزاع في ليبيا، الوضع المعقد في غزة، التوترات في البحر الأحمر، والتغيرات المتسارعة في السياسات الدولية.
وسط كل ذلك، استطاع الرئيس أن يحافظ على مكانة مصر، بل وعزز من احترام العالم لها. تحركاته الخارجية تتسم بالحكمة والاتزان، وتعتمد على فهم عميق لتعقيدات كل ملف، ما جنّب البلاد الدخول في صراعات أو تحالفات قد تضر بمصالحها.
مصر اليوم، بقيادة السيسي، أصبحت لاعبًا إقليميًا فاعلًا، تُدافع عن مصالحها بهدوء، وذكاء، وثبات. وهذا إنجاز لا يُستهان به في منطقة لا تعرف الاستقرار.
ان التحديات الداخلية في ظل حكومة تُخيّب الآمال ورغم قوة الدولة على المستوى الخارجي، فإن الداخل المصري يُعاني.
المواطن هو من يدفع الثمن اليومي لتراكمات وأخطاء لم تُعالج بجدية. الأسعار مشتعلة، البنزين أصبح عبئًا، الأسواق بلا رقابة، والحكومة تبدو غائبة عن المشهد.
الفرق واضح بين طموح الرئيس ورؤيته الإصلاحية، وبين أداء عدد من المسؤولين الذين لا يبدون على قدر المسؤولية ولا يملكون أدوات إدارة الأزمات.
الإحصائيات تتحدث عن معدل التضخم اقترب من 36%، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
أسعار الوقود شهدت زيادات متكررة، ما انعكس على تكاليف النقل والسلع الأساسية.
لا توجد خطة حكومية واضحة لضبط الأسواق أو حماية الفئات الأكثر تضررًا.
كل ذلك يُولّد شعورًا بالاحتقان لدى الناس، حتى وإن كانوا مدركين لحجم الضغوط التي تواجهها الدولة خارجيًا.
فالخلاصة الرئيس يعمل… لكن الحكومة لا تُجاريه
المعركة التي تخوضها مصر اليوم ليست فقط مع عدو خارجي، بل أيضًا مع تقصير داخلي مزمن.
الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحرك بإخلاص لبناء دولة قوية وحديثة، لكن هذه الرؤية الطموحة بحاجة إلى فريق حكومي على نفس القدر من الجدية والكفاءة.
الوضع الحالي لا يحتمل الأداء الباهت، ولا القرارات البطيئة، ولا غياب النتائج. ما نحتاجه هو تغيير شامل لإدارة الحكومة يُعيد الثقة للشارع المصري، ويُثبت أن الحكومة لا تترك الأمور تسير من تلقاء نفسها.
فخامة الرئيس يُدير سفينة الوطن بحكمة، والمواطن يرى ذلك ويقدّره، لكن لكي تصل هذه السفينة إلى بر الأمان، يجب أن يكون الطاقم بأكمله على قدر المسؤولية والانتماء.