الصحافة المحلية تواجه اليوم تحديات عديدة تجعلها عالقة بين كونها ظالمة لنفسها ومظلومة من الظروف المحيطة بها، خاصة وأنها كانت ومازالت الركيزة الأساسية لدى المؤسسات الصحفية والإعلامية في نقل وشكاوي وهموم المواطنين لتوصيلها إلى المسئولين.
الصحافة المحلية ظالمة لنفسها لأنها لم تعد تواكب التطورات التكنولوجية بنفس السرعة التي تتطلبها الظروف الحالية واستمرارية الاعتماد على الأساليب التقليدية جعلتها أقل جذبًا للجمهور، بالإضافة إلى انحراف المؤسسات عن رسالتها في نقل هموم المواطنين وإيجاد حلول لقضاياهم بدلاً من ذلك، انشغلت بأخبار سطحية بحثًا عن التفاعل السريع.
الصحافة المحلية ظالمة لنفسها لأنها لم تبذل جهدًا كافيًا لإبراز أهميتها وإعادة الثقة بينها وبين جمهورها في ظل وجود صفحات السوشيال ميديا التي أصبحت تلعب دور الصحافة المحلية في نقل صوتهم للمسئولين.
تهميش دور الصحافة المحلية في المؤسسات الكبرى وتركيز أغلب الموارد والإمكانات على الأخبار المركزية والترندات، مما يترك الصحافة المحلية بميزانيات محدودة وإمكانات ضعيفة، هنا تكون الصحافة المحلية مظلومة وليست ظالمة.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة أساسية لنقل الشكاوى والقضايا، مما أدى إلى تراجع الاعتماد على الصحافة المحلية كوسيط بين المواطن والمسؤول، والمواقع الإخبارية باتت تفضل المحتوى السريع والمثير على التقارير العميقة، مما قلل من فرصة الصحافة المحلية في تقديم محتوى يخدم المواطن بشكل حقيقي.
ومن مقترحات للنهوض بالصحافة المحلية هي التركيز على القضايا المحلية الحقيقية وتبني منصات رقمية وتطبيقات تفاعلية تمكن الصحفيين من نشر تقاريرهم والوصول لجمهور أوسع، وتوفير تدريب وموارد مادية وتقنية لتحسين جودة العمل الصحفي المحلي.
وفي النهاية، يبقى السؤال هنا هل الصحافة المحلية ظالمة لنفسها في عدم الدفاع عن نفسها وإصرارها على تقديم محتوى يليق بالمواطنين أم مظلومة من قبل الباحثين عن الترند وجمع الأموال عن طريق البث المباشر أو الفيديوهات دون النظر إلى ما يحتاجه المواطن من الصحافة المحلية؟.
محمد العدوي يكتب.. الصحافة المحلية ظالمة أم مظلومة؟

اترك تعليقًا