بيشوي ادور
أقيم بمركز البحارة الالمان بمحافظة الإسكندرية من مساء أمس معرض “راكوتيس” ضمن فعاليات أيام التراث السكندري في نسخته الخامسة عشرة، و ضم المعرض مجموعة من الرسوم و عددا تذكاريا من مجلة تتناول صور الحياة اليومية من الإسكندرية البطلمية و أحداثا حقيقية حدثت خلال هذا العصر المزدهر و ذلك بحضور توما فوشيه مدير مركز الدراسات السكندرية ، مروة عبد الجواد المنسق الإعلامي لفعاليات أيام التراث السكندري كما حضر مجلس نقابة الصحفيين بالإسكندرية الذي يضم رزق الطرابيشي نقيب الصحفيين بالإسكندرية، رامي ياسين، سكرتير عام النقابة الفرعية، بسمة الشحات، أمين الصندوق، هدى الساعاتي وكيل النقابة ورئيس لجنة الرعاية الصحية، خالد الأمير مشرف عام النشاط.
و قال الصحفي محمد البدري احد الكتاب المشاركين أن راكوتيس يعتبر مشروع فني بحثي تنظمه “The Cadre Factory” في إطار الدورة الخامسة عشر من أيام التراث السكندري، الذي يرعاه مركز الدراسات السكندرية بالتعاون مع المعهد الفرنسي والقنصلية العامة الفرنسية بالإسكندرية، يهدف هذا المشروع إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي والفني للعصر البطلمي من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة والمعارض والمقالات.
واضاف أن هذا المشروع الفني بدء من خلال مجموعة من الفنانين والكتاب الصحفيين طرحوا فكرة خارج الصندوق بالعودة إلى الزمن، تحديدًا إلى العصر البطلمي، تخيلوا أنهم يعيشون في حقبة العصر البطلمي في مدينة الإسكندرية، وقرروا أن يستكشفوا كيف كانت الحياة في تلك الفترة وكيف أثرت على الفن والثقافة، استنادا لأحداث تاريخية حقيقية.
وتابع الصحفي سرحان سناره أحد الكتاب المشاركين المشروع أنه يعودوا إلى العصر البطلمي، حيث كانت الإسكندرية مركزا للعلم والفن والثقافة، كانت المدينة تزدهر بالمكتبات والمعابد و المسارح، وكانت ملتقى للعلماء والفنانين من جميع أنحاء العالم لافتا أنه اختار المشاركون اسم “راكوتيس” – “راقودة” باليونانية Ῥακῶτις وهو الاسم القديم لمدينة الإسكندرية في مصر، قبل أن يُعيد الإسكندر الأكبر بناء المدينة ويطلق عليها اسم الإسكندرية في عام 332 قبل الميلاد.
وأضاف أن معرض يتضمن لأعمال مستوحاة من العصر البطلمي، حيث تعكس الرسومات جمال وتفاصيل تلك الحقبة، مما يتيح للزوار فرصة استكشاف التاريخ من خلال الفن، بالإضافة إلى نسخ مطبوعة من المجلة تذكارية تأخذ القراء عبر بوابة زمنية بمقالات تسلط الضوء على تأثير تلك الحقبة على الفن والثقافة في الإسكندرية، مما يساعد في نشر الوعي بأهمية هذه الفترة التاريخية.
وتحدث إسلام كمال، المدير الفني لمعرض و مطبوعة راكوتيس عن بداية الفكرة أن مجموعة كانت لها أفكار مشتركة إلا أنها لم تكن قيد الاختبار في عمل مشترك، أغلبهم يعمل في مجال صناعة الصورة سواء كانت فنون تشكيلية أو إنتاج الأفلام، وأثارت فكرة الإسكندرية تحت عنوان التراث السكندري أن يكون هناك تعاون بينهم.
وأضاف أن المشاركون توافقوا على فكرة يتم استثمارها في إنتاج مطبوعة تشير إلى واقع نعيشه حاليا في مدينة الإسكندرية وقد يكون قد غاب عن الكثيرين من أهلها المعاصرين، وهو امتدادها الحيوي والاجتماعي الذي مازال له آثار نعيشها حتى الآن مشيرا أن تلك الأفكار كانت بداية لمطبوعة من الممكن استثمارها فيما بعد بمشاركات أكبر من شأنها أن ترجمة المفهوم الذي يقول أننا نعيش في مكان له جذور ممتدة وحضارة لها أثر باقٍ.
وقال إدريس حفني، المدير التنفيذي لتجربة “راكوتيس” نحن مجموعة من 14 فنانا وكاتبا ومترجما قررنا الحديث عن الإسكندرية في عصورها المزدهرة التي كانت فيها المدينة منارة للعالم مضيفاً أننا قمنا برحلة شيقة في العصر البطلمي عبر 300 سنة قبل الميلاد، وعشنا في أحداثه لنعرف كيف كانت الحياة اليومية بكل ما فيها، وذلك بعيدا عن الشكل المعروف والمألوف للناس، من خلال جولات في مناطق أثرية ومتاحف والإطلاع على مراجع تاريخية داخل مكتبة الإسكندرية.
و تابع : خلال رحلتنا في الزمن إلى العصر البطلمي بمدينة الإسكندرية، تخيلنا أننا نشهد إطلاق عدد تذكاري بمناسبة مرور 300 عام على صدور أول أعداد مجلة “راكوتيس” منذ بداية العصر البطلمي. هذا العدد التذكاري سيحتوي على مقالات وأعمال فنية تعكس تأثير العصر البطلمي على الفن والثقافة في الإسكندرية، مما يتيح للقراء فرصة استكشاف هذا العصر الرائع من جديد.
و أوضحت مروة عبد الجواد المنسق الإعلامي لفعاليات أيام التراث السكندري، أن النسخة الخامسة عشر شملت تنظيم 34 فعالية متنوعة تجمع عناصر متعددة من التراث، وذلك عبر مجموعة من المحاضرات والزيارات والمعارض والفعاليات التي تلقي الضوء على التراث السكندري.
و قال مدير مركز الدراسات السكندرية “توما فوشيه”، على مر السنين تطورت ونمت أيام التراث السكندري على مر السنين أصبحت هذه الفعاليات ملتقى ثقافي حقيقي ولحظة مميزة للقاءات وتبادل الآراء حول موضوع جديد كل عام .
و شهدت الفعالية إطلاق العدد التذكاري من مجلة “راكوتيس” وشمل الحفل معرض فني للرسوم الفنية المشاركة في العدد، كما تضمن العدد مجموعة من أبرز الأخبار والأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي شهدتها الإسكندرية منذ نشأتها وحتى نهاية العصر البطلمي، كما جرى توزيع نسخ مجانية.