نظمت اللجنة الثقافية بنادي اليخت السكندري العريق، برئاسة هايدي الشافعي، مساء اليوم الاثنين ندوة بعنوان الصحافة الورقية إلى أين؟ قدمها النائب المهندس طارق السيد عضو مجلس النواب و الكتاب الصحفي طارق إسماعيل و أدار اللقاء أحمد بسيوني و ذلك بحضور لفيف من الشخصيات العامة و الصحفيين و الإعلاميين.
وقال المهندس طارق السيد عضو مجلس النواب أن صناعة الصحافة تشهد تحولات جذرية غير مسبوقة، مدفوعة بالثورة الرقمية وتطور التقنيات الحديثة، أبرزها الذكاء الاصطناعي. هذه التحولات تطرح تحديات كبيرة على الصحافة الورقية التقليدية، وتدفعها إلى إعادة تقييم دورها ووظائفها، و البحث عن آليات جديدة للتكيف والبقاء.
وأضافت أن العوامل المؤثرة على الصحافة الورقية من حيث تغير سلوك القارئ يفضل القراء حاليًا الحصول على الأخبار بشكل فوري وعلى مدار الساعة، مما يجعل سرعة نشر الأخبار عبر المنصات الرقمية ميزة تنافسية كبيرة لافتا أن تتيح المنصات الرقمية تقديم محتوى مخصص لكل قارئ بناءً على اهتماماته وتفضيلاته، وهو ما يصعب تحقيقه في الصحف الورقية و تحول المعلنون بشكل متزايد نحو المنصات الرقمية، مما يؤثر سلبًا على إيرادات الصحف الورقية المعتمدة بشكل كبير على الإعلانات المطبوعة.
وأشار أن التكاليف طباعة وتوزيع الصحف الورقية مرتفعة، مما يزيد من الضغوط المالية على الناشرين حيث يوجد 7 مؤسسات صحفية تنتج صحف ورقية لافتا أن الذكاء الاصطناعي يهدد ببعض وظائف الصحفيين التقليدية، مثل كتابة التقارير الإخبارية الروتينية، ولكنه يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة المحتوى وتسريع عملية الإنتاج.
و من جانبه قال الكاتب الصحفي طارق إسماعيل الصحافة الورقية تواجه تحديات كبيرة في ظل التطور التكنولوجي، ولكنها تمتلك أيضًا فرصًا هائلة للتطور والابتكار. من خلال تبني استراتيجيات جديدة والتركيز على تقديم قيمة مضافة للقراء، يمكن للصحف الورقية أن تستمر في الازدهار في العصر الرقمي.
وأكد أنه على الرغم من هذه التحديات، لا يزال هناك مستقبل للصحيفة الورقية. فالكثير من القراء يفضلون قراءة الصحيفة الورقية للاستمتاع بتجربة القراءة المميزة، وللحصول على تحليلات عميقة لا يمكن الحصول عليها من خلال وسائل الإعلام الرقمية. كما أن الصحيفة الورقية تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الثقافي والمعرفي حيث هي أكثر من مجرد وسيلة لنقل الأخبار، فهي شريك في حياتنا اليومية، تساعدنا على فهم العالم من حولنا، وتشكل وجهات نظرنا.
وأضاف أن الصحيفة الورقية تتيح للمقالين والكتاب مساحة واسعة لتقديم تحليلات معمقة وشاملة للقضايا المعقدة فهي تشجع القارئ على التفكير النقدي والتدقيق في المعلومات، بعيدًا عن الإغراءات السطحية للإعلام الرقمي و لطالما ارتبطت الصحيفة الورقية بالمصداقية والموضوعية، حيث تخضع جميع المقالات والتقارير لعمليات تدقيق صارمة قبل النشر .
وأكد أنه لابد أن نستعيد الصحافة الورقية الي رونقها علي ما هي كانت عليه في الماضي ، حيث تمنح الصحيفة ثقة كبيرة لدى القراء، ويجعلها مرجعًا موثوقًا به و تتميز قراءة الصحيفة الورقية بتجربة حسية فريدة لافتا أن عند قراءة الصحيفة الورقية تشعر و كأنك تحمل جزءًا من التاريخ بين يديك، و تستمتع بتصفح الصفحات وتسليط الضوء على الكلمات و العبارات التي تلفت انتباهك. هذه التجربة تمنح القراءة عمقًا خاصًا، و تساعد على الاستيعاب والتذكر بشكل أفضل.
واختتم حديثه إن الصحافة الورقية هي أمن قومي علي رغم من أنها تواجه تحديات كبيرة ، ولكنها ليست محكوم عليها بالزوال فبفضل قدرتها على تقديم محتوى عالي الجودة وبناء مجتمعات قارئة، يمكن للصحافة الورقية أن تستمر في الوجود وتلعب دورًا هامًا في تشكيل الرأي العام ونشر المعرفة.