بيشوي جيد
أحتفلت دار الأوبرا بالاسكندرية من خلال صالون أوبرا الإسكندرية الثقافي بمئوية الموسيقار فنان الشعب سيد درويش وذلك في إطار إحتفالات دار الاوبرا المصرية برئاسة الدكتور خالد داغر بمئوية علي رحيل سيد درويش تحت إشراف الفنان أمين الصيرفي مدير النشاط الثقافي والفكري بدار الأوبرا المصرية وذلك بحضور لفيف من الشخصيات العامة من المجتمع السكندري تم أستضاف كل من الدكتور وليد شوشة استاذ النقد الموسيقى وعميد المعهد العالى للنقد الفنى، ،المطرب أحمد جمال والدكتور محمد حسنى أستاذ مادة الغناء بكلية التربية النوعية ومادة المسرح الغنائى بكلية الاداب وأدارت الندوة الفنانة المتميزة لقاء سويدان كما شاركت بالغناء لمجموعة من ألحان فنان الشعب .
وقد تحدث الحضور عن السيرة الذاتية والفنية لفنان الشعب سيد درويش وكيف أثر علي الموسيقي العربية فهو المجدد والباعث لنهضة فنية وقد ترك الشيخ سيد أكبر ثروة فنية فى تاريخ الموسيقى العربية على الإطلاق ، ليس بالكم بل بالكيف ، إذ أن كل لحن وكل قطعة تستحق الدراسة والتأمل.
كما تحدث الحضور عن أسباب إختفاء فن الأوبريت بعد رحيل سيد درويش وكيف تأثر بالموسيقى الإيطالية وحضوره للعديد من الأوبرات الإيطالية وتخلل الحفل فقرات فنية للفرقة الموسيقية بقيادة شريف ياسر وفريق كورال جوانا..وقد أمتلأت جنبات المسرح بجمهور الإسكندرية الراقي المحب لفن خالد الذكر سيد درويش وإبداعته الموسيقية.
والجدير بالذكر أن سيد درويش ولد فى 17 مارس عام 1892، من أبوين فقيرين من عامة الشعب فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، وألحقه والده بكتاب “سيدى أحمد الخياش” وتلقى فيه خلال عامين ما مكنه من حفظ القرآن الكريم ثم انتقل إلى مدرسة “حسن حلاوة”، وفيها ظهرت موهبته الغنائية، ثم انتقل إلى مدرسة شمس المدارس بمنطقة رأس التين وكان أحد مدرسيها يعمل ليلا بفرقة الشيخ سلامة حجازى، ويحفظ قصائده فكان يلقنها لتلاميذه، واستطاع أن يكتشف موهبة سيد درويش من بينهم، فقربه إليه وتعهده بالرعاية الفنية ولقنه مجموعة من الأناشيد والسلامات ثم الألحان وقصائد الشيخ سلامة حجازى.
فى عام 1905 التحق سيد درويش بالمعهد الدينى بمسجد أبى العباس بالإسكندرية، ثم انتقل إلى مسجد الشوربجى ليستكمل دراسته بالسنة الثانية حيث استكمل حفظ القرآن الكريم وجوده، وظل سيد درويش يؤذن للصلاة فى هذا المسجد طيلة ذلك العام الدراسى، حتى ذاعت شهرته بين مشايخ المعهد وطلبته واكتسب ودهم وصداقتهم.
وفى عام 1907 مات أبوه الحاج درويش البحر تاركا أسرة ليس لها موارد مالية تتعيش منها، وفتح سيد درويش حانوتا للعطارة كان مكسبه قليلا، واضطرته ظروف الحياة الملحة أن يعمل مناولا لعمال البناء، وأثناء العمل كان يغنى بعض الألحان الفولكلورية بصوته الجميل، مما دفع المقاول إلى اختيار سيد درويش ملاحظا للعمال على أن يكتفى منه بالغناء لهم أثناء العمل.
وخلال العمل فى البناء استمع اليه الاخوان سليم وأمين عطا الله وهما جالسان على مقهى مجاورة فأعجب بأدائه الغنائى وصوته وعرضا عليه ليعمل معهما مغنيا فى فرقتهما الجوالة التى كانت تستعد للسفر إلى الشام فلم يتردد سيد درويش فى قبول العرض.
وخلال جولته فى البلاد العربية الشقيقة تبلورت مواهبه الفنية التى ظهرت آثارها وتجلت معالمها فى الألحان التى وضعها لمجموعة من الأناشيد الوطنية والسلامات التى كانت تقدم فى بداية ونهاية الحفلات كتحية غنائية للمتفرجين والحكام.
ومن الأناشيد والألحان الوطنية التى لحنها فنان الشعب: (دقوا الطبول) كلمات عبد الحليم دولار، (يا ناس بلادى ماانسهاشي) كلمات بديع خيرى، (قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك) كلمات بديع خيرى، (يا مصر يحميكى لأهلك ) كلمات بديع خيرى، (أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا) كلمات محمود بيرم التونسى، (أنا المصرى كريم العنصرين ) كلمات بيرم التونسى، وغيرها من الألحان التى وصل عددها لأكثر من 22 لحنا.