كتب – زياد عمرو:
نظمت مكتبة الإسكندرية اليوم الخميس، حوار مفتوح مع الروائي أشرف العشماوي، في إطار فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشر، قدمتها الكاتبة هند جعفر، مسئول الإعلام بقطاع التواصل الثقافي بالمكتبة.
«أرى الصدق والكذب في صورة واحدة»، هكذا أجاب «العشماوي» عند سؤاله حول العلاقة بين وظيفته كمُستشار قضائي ومهنته كروائي، مؤكدًا أن تأثُره بوظيفته ظهر كثيرًا في كتاباته، وربما حسده الكثير لهذا السبب، مُضيفًا أنه يرى الصدق والكذب في نفس المشهد، والمئات من القضايا كان لها تأثير مُباشر على خياله وأفكاره.
وعند سؤاله حول الفروق اللغوية، بين لغة القضاء والأحكام، ولغة الرواية والخيال، قال العشماوي إنه كان يستخدم أسلوبا وصفيا في لغته القضائية، حتى نصحه زملائه بعدم اتباع هذا الأسلوب، ووجد أن الروايات هي المكان المُناسب لاستخدام الأسلوب الوصفي، لأنه يستطيع وصف الشخصيات والأماكن دون أن يتعرض لانتقادات.
وأكد «العشماوي» أن الكتابه جزء لا يتجزأ من حياته، فوظيفته أيضًا تعتمد على الكتابة، لافتًا إلى أنه لا يمسك قلمه إلا إذا كان يعرف نهاية الرواية جيدًا، وأنه لا يستطيع أن يكتب روايه بترتيب أحداثها.
«الروائي شخص يكذب بصدق».. هكذا عبر «العشماوي» عن رؤيته لشخصية الروائي، مؤكدًا أهمية الخيال وتوظيفه في الرواية، مُضيفًا أن زيادة عدد قراءه ومُتابعيه يسبب له الخوف، ويضع عليه مسئولية إيجاد أفكار جديدة.
وأشار «العشماوي» إلى أن مُنتقدى الأعمال الأكثر مبيعًا، يُغيرون آرائهم عندما تصبح أعمالهم هي الأخرى ضمن قوائم الأكثر مبيعًا، مؤكدًا أن الهدف يجب أن يكون الاستمرارية، وليس مُجرد البيع لهدف البيع.
وأضاف أن التاريخ يُعيد نفسه منذ أيام الفراعنة، واحيانًا بصورة مُتطابقة، مؤكدًا أنه كان محظوظًا بالتحقيق مع نجيب محفوظ في محاوله اغتياله، مُشيرًا إلى أنه كان وكيل نيابة وقتها، وأن شخصية نجيب محفوظ لن تتكرر.
وقال «العشماوي» إن جزء من كتابه الرواية هو وجود الكثير من التساؤلات، وإن الروائي لا يجب أن يكتب في كل شئ، ولا يعرف كل شئ، مُشيرًا إلى عدم وجود معارك ثقافية حاليًا، وأنها انتهت منذ التسعينات.
«الكل أصبح رئيس تحرير».. هكذا أوضح الروائي تأثير السوشيال ميديا على عالم الكتابة، مُشيرًا إلى أن لديه وكيل أدبي، يتعامل مع المُنتجين بشأن تحويل كتاباته لأعمال فنية، لأنه يُقدر قيمة أعماله، ويرفض التفاوض ماديًا حولها.
أكد «العشماوي» أن القارئ هو أعظم ناقد، مُضيفًا أن الروائي يكتب لشخص هو لا يعرفه، وأن رأي 100 قارئ كافي ليعرف الروائي تقييم لروايته، مُشيرًا إلى أن الكاتب يجب أن يجذب قارئه من الصفحة الأولى.