كتبت: د. هبة الأطرش
يتساءل البعض هل إدمان التسوق إدمان عقلي؟ وماهو الإنفاق القهري؟ وما هو التسوق القهري؟ وهل الشراء أو التسوق القهرى سلوك أم أضطراب؟
الدكتورة هبة الأطرش رئيسة قسم الخدمة النفسية بمستشفى المعمورة للطب النفسي، تجيب عن هذه الأسئلة في السطور التالية، وتضع حلولاً لهذه المشاكل.
تعريف جنون التسوق
إن جنون التسوق والمصطلح العلمي له باللغة الانجليزية (oniomania ) المنشقة من كلمتين (onios) البيع والآخرى (mania) وتعنى الهوس أو الجنون .
وعلى الرغم من أنه لن يتم وصفه في الدليل التشخيصي والأخصائى للاضطرابات العقلية (DSM5) وقد تم أقتراح أن أضطراب التسوق القهري والمعروف أيضا باسم أضطراب الشراء القهري هو إما نوعا من اضطراب التحكم في الانفعالات أو إدمان سلوكي أو ربما مرتبط باضطراب الوسواس القهري.
ولم يقتصر الآن في دليل التشخيص الإحصائى منذ تطويره للتشخيص كأشكال من الإدمان في فصل جديد من الإدمان بعنوان الاضطرابات المرتبطة بالمواد ولا يزال هناك جدال حول ما إذا كانت الأشكال الآخرى الأقل شهرة من السلوكيات الاندفاعية مثل الشراء القهري (الهوس القهري والجنس القهري وهوس السرقة) يمكن تصويرها على إنها إدمان.
الشراء القهري
ووصف إميل كيريلبن الشراء القهري الأول مرة أنه جنون اندفاعي منذ ما يقرب من مائة عام . وأظهرت الدراسات أن سن المراهقة وبداية سن البلوغ يعانى الأشخاص الذين يعانون من الشراء القهري من حوافز متكررة لا تقاوم وقهرية لشراء البضائع بشكل عام , البضائع الغير مكلفة وغير المجدية .
وهناك فرق مهم بين المشتريين القهريين والمستهلكين العاديين والمكتنزين وهم من لديهم اكتساب مفرط وهو أن التركيز والإثارة لا ينصبان على السلع المشتراة ولكن على عملية الشراء نفسها .
ولذلك فإن الرغبة الشديدة في الشراء وفقدان السيطرة المتكررة مع الأنفاق والحالة العاطفية والسلبية التي تظهر عند عدم الشراء تشبه الرغبة الشديدة مثل سلوك البحث عن المخدرات أو مثل أعراض الانسحاب.
وقد أبلغ بعض المرضى عن شعور مشابه للتشوه التي تنتج عن تسمم العقاقير أثناء قيامهم بعملية الشراء فيبدأ المعادلة كما يلي:
حيث يلعب التعزيز الإيجابي دور في بداية الشراء القهري بينما يشارك التعزيز السلبي في الحفاظ على السلوك على المدى الطويل.
وعلاوة على ذلك، فمن الأمراض النفسية المصاحبة اضطراب المزاج واضطرابات الآكل والسيطرة على الانفعالات وتشير بعض الدراسات إلى أن ما يقرب من 60% من مرض الشراء القهري يستوفون معايير اضطرابات الشخصية واحدة على الأقل.
أسباب الشراء القهري
أما الأسباب التي تدفع الشخص إلى الشراء القهري، فتتضمن:
- محاولات للتوصل لأسباب جبنية ولكنها غير ناضجة إلى الآن.
- الحرمان الشعوري.
- عدم القدرة على التكييف مع المواقف الصعبة مثل الوحدة والغضب فاللجوء إليها يعطى الشخص الإحساس أنه يمتلك القدرة على السيطرة.
- حاجة الشخص إلى ما يبعده عن التفكير في الأمور التي تسبب الضيقة.
- الرغبة في الحصول على القبول.
- الرغبة في المشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية.
- التمتع والإحساس بالنشوة.
- الضغوط والمشاكل العائلية.
العلاج:
- الابتعاد عن الأسواق قدر المستطاع.
- ضبط الموارد المالية بمعنى الاكتفاء بالنقود المتوفرة في المحفظة والابتعاد عن بطاقات الائتمان.
- الابتعاد عن مواسم التسوق المشهورة بالعروض والتخفيضات.
- إشغال وقت الفراغ بالانشغال بالرياضة والقراءة وغيرها.
- الرقابة من طرف محايد.
- تنمية عادات صحية أخرى بديلة.
- البعد عن الضغوط والمشاكل العائلية.