تعتبر الطاقة المتجددة أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم، ويأتي هذا في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم بسبب تغير المناخ والاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري. وفي هذا السياق، تبذل مصر جهودًا كبيرة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة لتلبية احتياجاتها من الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، خصوصًا في ظل زيادة الطلب على الطاقة في مختلف القطاعات.
الطاقة المتجددة في مصر
مصر، باعتبارها من أكبر الاقتصادات في المنطقة، بدأت في السنوات الأخيرة تبذل جهودًا ضخمة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ومن أبرز المشاريع التي تم تنفيذها في هذا المجال هو مشروع “محطة بنبان” للطاقة الشمسية في أسوان، التي تعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم. كما تعد مصر من الدول التي تتمتع بموارد هائلة من الطاقة الريحية، حيث تهدف الحكومة المصرية إلى زيادة حصتها من الطاقة المتجددة إلى نحو 42% من إجمالي الاستهلاك الكهربائي بحلول عام 2035.
هذه الجهود تأتي ضمن استراتيجية الحكومة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتقليل التأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن استخدام هذه المصادر.
الدعم المصري للطاقة
في الوقت ذاته، يعد الدعم الحكومي للوقود الأحفوري في مصر جزءًا من السياسات التي تتبعها الحكومة لضمان توفير احتياجات المواطنين من الطاقة بأسعار معقولة حيث تنفق الدولة المصرية ما يقرب 1.3 مليار جنية يوميا لدعم الطاقة بمصر. ويتضمن هذا الدعم العديد من أنواع الوقود، مثل السولار، والبوتاجاز، والغاز الطبيعي، والبنزين.
- الدعم السولار: يُعد السولار أحد المصادر الرئيسية للطاقة في مصر و الدولة تقدم دعم 750 مليون جنية يوميا للسولار، ويستخدم بشكل واسع في وسائل النقل وفي بعض الصناعات. الحكومة المصرية تقدم دعمًا كبيرًا لهذا النوع من الوقود من خلال تحديد سعر ثابت له، وذلك لتخفيف العبء المالي على المواطنين وخاصة في المناطق الريفية.
- الدعم البوتاجاز: يعد البوتاجاز من أهم مصادر الطاقة المنزلية في مصرو الدولة تقدم دعم 250 مليون جنيها يوميا للبوتاجاز، حيث يُستخدم بشكل رئيسي في الطهي. ويستفيد المواطنون من دعم حكومي يجعله في متناول الجميع بأسعار منخفضة مقارنة بأسعار السوق العالمية.
- الدعم الغاز الطبيعي: يعتبر الغاز الطبيعي من أبرز مصادر الطاقة التي يعتمد عليها القطاع الصناعي والمنازل في مصر. ومن خلال شبكة الغاز التي تمتد في مختلف أنحاء البلاد، تقدم الحكومة الغاز بأسعار مدعمة مما يسهم في تحسين القدرة التنافسية للصناعات الوطنية.
- الدعم البنزين: يُعد البنزين من المصادر الأساسية للطاقة في وسائل النقل في مصرو الدولة تقدم دعم 300 مليون جنيها يوميا للبنزين، ويستفيد المواطنون من دعم البنزين بشكل كبير، حيث يُعد سعره منخفضًا مقارنة بالدول الأخرى، مما يعزز القدرة الشرائية للمواطنين.
تحديات ومشكلات الدعم للطاقة
ورغم الجهود الحكومية المبذولة في هذا المجال، فإن الدعم المقدم للوقود الأحفوري في مصر يواجه بعض التحديات. أولًا، الدعم يتسبب في عبء كبير على الميزانية العامة للدولة، ما يحد من قدرة الحكومة على تنفيذ مشروعات أخرى تتعلق بالتحول للطاقة المتجددة أو تحسين البنية التحتية للطاقة. ثانيًا، هناك مسألة التهريب والتلاعب بأسعار الوقود المدعوم، مما يؤدي إلى فقدان جزء كبير من الموارد التي كان من المفترض أن توجه للمواطنين.
الانتقال إلى المستقبل: الطاقة المتجددة ودور الحكومة
في سبيل تحقيق تحول حقيقي نحو مستقبل مستدام، أصبح من الضروري أن تعمل الحكومة المصرية على تقليل الدعم للوقود الأحفوري تدريجيًا، والاعتماد بشكل أكبر على الطاقة المتجددة. هذا لا يعني إلغاء الدعم تمامًا، بل توجيهه بطريقة أكثر كفاءة، بحيث يكون الدعم موجهًا إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
تسعى الحكومة أيضًا إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة من خلال توفير حوافز وتسهيلات للاستثمار في هذا المجال. وتُعدّ استراتيجية “رؤية مصر 2030” إحدى الخطط الحكومية التي تهدف إلى تطوير الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءتها.
المهندس هشام صديق
امين شئون الطاقة بحزب مستقبل وطن بالاسكندرية