لم تعد الولايات المتحدة مجرد دولة تقودها مؤسسات ديمقراطية كما يُروج، بل باتت أقرب إلى كيان اقتصادي ضخم تتحكم به مجموعة من الشركات الكبرى، تدير المشهد العالمي بعقلية تجارية، لها إدارة تنفيذية ومصالح واضحة.
من يقف خلف هذه الشركات معروف، يمتلك من النفوذ والثروة ما يمكنه من تأسيس مراكز علمية، لا تهدف إلى تقدم البشرية، بل إلى حماية مصالحه وتأمين سلطته.
هو لا يكتفي بذلك، بل يعمل على شراء العقول حول العالم، وتدمير أي نهضة علمية خارج منظومته، لضمان تفرده وسيطرته على مصادر القوة، من المعرفة إلى المواد الخام، ليبقى العالم بأسره رهينة بين يديه. وفي المقابل، يُغرق شعوبنا في دوامات من الترفيه المفرغ: من انتقل إلى أي نادٍ؟ وبكم؟ من أخرج المسلسل الفلاني؟ وأي فنان تزوج؟ بينما تُغلق المصانع، ويُحاصر البحث، وتُربك العقول.
اليوم، يحاول اشعال الحدود ما يحدث في ليبيا و السودان و البحر المتوسط و اختلاق المشاكل مثل سد النهضة .. و خنقنا اقتصاديًا، بمساعدة من نسميهم “الأشقاء”، ظنًا منهم أننا لن نقدر على الصمود والدفاع عن وطننا في ظل ما نعيشه من ظروف قاسية. لكن ليتهم يدركون أننا على استعداد للتضحية بكل شيء في سبيل أرضنا. تذكّروا ما قاله الرئيس: “لو مش حناكل خالص، بس البلد تعيش”.
نعم، هذه ليست كلمات عابرة، بل عقيدة وطنية راسخة.
الآن، بدأت تتضح ملامح مشروعه الأكبر، المشروع الذي طالما سعى إليه: السيطرة على الأرض من النيل إلى الفرات. حلم قديم يعاود الظهور بلباس جديد، وأدوات أكثر شراسة. فهل يستمر من خدموه في دعمه؟ أم يدركون أن أدوارهم انتهت وأن زمانهم قد ولى؟ هل سيختارون شراء بقاء مؤقت، ولو على حساب وطن كـمصر؟ وهل سيتركونها وحدها في مواجهة هذا المخطط؟ وهل ستظل روسيا والصين في مقاعد المتفرجين، بينما المشهد لا يخدم مصالحهم، بل يهدد توازن العالم بأسره؟
اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم انصر فلسطين، وانصر مصر دائمًا وأبدًا.