<< دنيا أشرف: واجهت رفضًا من أسرتي في البداية لكنني أثبت لهم قدرتي
<< دنيا أشرف: هدفي إنشاء مركز صيانة تديره السيدات ويُعلم الفتيات فنيات الميكانيكا
<< الأسطى دنيا: الصعوبات لم توقفني.. والإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح
<< رغم تحديات شهر رمضان.. أواصل عملي بشغف وأحقق حلمي خطوة بخطوة
<<
كتبت – هدير قطب
في أحد الأحياء الشعبية بالإسكندرية، وسط ضجيج محركات السيارات وأصوات الأدوات الثقيلة، تقف دنيا أشرف بثقة وشغف وسط الرجال، مرتدية ملابس العمل، ويداها المتسختان بالشحم والزيت تحكيان قصة كفاح وإصرار لا مثيل له. لم تكن تتخيل يومًا أنها ستصبح واحدة من أشهر الميكانيكيين في الإسكندرية، بل وأول مدربة ميكانيكا سيارات في مصر، بعد أن كسرت كل الحواجز وتحدت نظرة المجتمع لمهنة طالما كانت حكرًا على الرجال.
الصدفة التي غيرت حياتها
لم تكن دنيا تفكر يومًا في دخول عالم الميكانيكا، لكن الصدفة لعبت دورها في رسم طريقها. بدأت رحلتها عندما كانت تدرس في الثانوية الفنية، حيث اجتهدت للحصول على مجموع مرتفع يؤهلها لدراسة تخصص مميز. لم تكن تعلم أن القدر كان يُهيئ لها طريقًا غير تقليدي، حيث وجدت نفسها أمام خيار غير مألوف “ميكانيكا السيارات”.
في البداية، قوبل قرارها بالرفض من أسرتها، فكيف لفتاة أن تختار مهنة تتطلب جهدًا بدنيًا شاقًا، وتضعها وسط عالم مليء بالرجال؟ لكنها لم تستسلم، وأصرت على تحقيق حلمها، حتى اقتنعت عائلتها في النهاية، وسمحوا لها بخوض التجربة التي سرعان ما أصبحت شغفها الحقيقي.
رحلة التعلم والتحدي
بدأت دنيا رحلتها العملية في ورش تصليح السيارات، حيث تعلمت أصول المهنة من الحرفيين المهرة، وواجهت نظرات الاستغراب والدهشة من الجميع، لكنها كانت تؤمن أن العمل الجاد هو الطريق الوحيد لإثبات ذاتها.
ومع مرور الوقت، لم تكتفِ بالخبرة التي اكتسبتها من الورش، بل سعت إلى تطوير مهاراتها بشكل أكاديمي، فالتحقت بـ منحة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، حيث درست الميكانيكا لمدة خمسة أيام مكثفة، ثم شاركت في مسابقة “شباب مصر للمهارات”، وكانت الفتاة الوحيدة بين 19 شابًا.
رغم أن منافسيها كانوا رجالًا ذوي خبرات طويلة في المجال، إلا أنها تفوقت بمهارتها واجتهادها، وحصلت على المركز الثالث مكرر في المسابقة، وهو إنجاز جعلها تحظى باعتراف الجميع بقدراتها الفريدة.
أول مدربة ميكانيكا سيارات في مصر
بعد نجاحها في المسابقة، جاءتها فرصة ذهبية، حيث عُرض عليها أن تصبح أول مدربة ميكانيكا سيارات بالمجمع التدريبي. ورغم شعورها في أول يوم عمل بالخوف والقلق، إلا أن رغبتها في إثبات نفسها والتفوق كانت أقوى من أي مخاوف.
تحولت دنيا من طالبة تسعى لإثبات ذاتها إلى مدربة تُعلم الفتيات أسرار الميكانيكا، لتكون قدوة لكل فتاة تحلم باقتحام المجالات التي يعتقد البعض أنها حكر على الرجال.
حلمها الذي تسعى لتحقيقه
لم تكتفِ دنيا بتدريب الفتيات فقط، بل تحلم بإنشاء مركز صيانة خاص بالسيدات، حيث تستطيع النساء إصلاح سياراتهن بأنفسهن، وتعلم فنيات الميكانيكا في بيئة مناسبة لهن. كما أنها ما زالت تعمل في الورشة بجانب تدريبها للفتيات، حتى تكون قادرة على توصيل المعلومات لهن بشكل عملي ودقيق.
التحديات في شهر رمضان
عندما سُئلت عن التحديات التي تواجهها كامرأة عاملة في شهر رمضان، أوضحت أن أكبر الصعوبات تتمثل في تنظيم الوقت بين العمل والصيام والصلاة. فهي تبدأ عملها مبكرًا وتنهيه عند الساعة الثالثة عصرًا، ثم تعود مرة أخرى للعمل بعد الإفطار، لكنها رغم ذلك لا تجد صعوبة كبيرة، بل ترى أن رمضان شهر مليء بالبركة والخير، خاصة مع قدرتها على المساهمة في مصاريف البيت.
رسالتها للفتيات
في نهاية حديثها، وجهت دنيا نصيحة لكل فتاة تحلم بدخول مجال جديد، قائلة: “إذا كان لديك حلم، فلا تترددي في اتخاذ الخطوة الأولى. الإصرار والعزيمة هما مفتاح النجاح، ومهما كانت التحديات، فمحاولاتك ستفتح لك أبوابًا كثيرة وستجعل المجتمع يعترف بقدراتك”.