كشفت تحقيقات النيابة العامة بالإسكندرية عن تطورات مثيرة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”سفاح المعمورة”، حيث أدلى المحامي المتهم باعترافات تفصيلية حول الجريمتين اللتين هزتا الرأي العام.
ليلة القبض على المحامي.. مساومات وفضائح
وفقًا للتحقيقات، فإن عدد المشتبه فيهم حتى الآن بلغ سبعة أشخاص، كانوا متواجدين في موقع الجريمة ليلة القبض على المحامي المتهم. وفي اعترافاته، أنكر المتهم إقامة “ليلة حمراء” كما أشيع بين الجيران، موضحًا أنه كان يجلس مع خمسة أشخاص، بينهم ثلاث سيدات، من مجموعة أكبر تضم ثمانية متهمين متورطين معه في القضية.
وكشف أن إحدى المتهمات، نادية.ر، كانت تقيم معه في الشقة، حيث لجأت إليه بعد أن أوهمها بعدم امتلاكها مكانًا للإقامة. لكنها بدأت تلاحظ رائحة كريهة تنبعث من إحدى الغرف المغلقة، وعندما سألته عن السبب، تهرّب من الإجابة مرارًا. وفي إحدى المرات، استغلت غيابه وقررت تفتيش الغرفة، حيث فوجئت بوجود جثتين مدفونتين، إحداهما داخل تابوت والأخرى ملفوفة ببطانية وأكياس بلاستيكية زرقاء.
وبحسب اعترافات المتهم، بدأت نادية في مساومته على الصمت مقابل المال، لكنها لم تكتفِ بذلك، بل استدعت باقي المتهمين الثمانية: “إسلام.م، أحمد.ح، سماح.ث، علي.م، مصطفى.م، وصبحية.ع”، الذين طالبوه جميعًا بمبالغ مالية مقابل عدم إبلاغ الشرطة. إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة عندما نشب خلاف حاد بين أفراد المجموعة، وارتفعت أصواتهم، ما أثار انتباه الجيران الذين ظنوا أن المتهم يقيم حفلة صاخبة داخل شقته. وعند دخولهم، لاحظوا وجود آثار حفر في الأرضية، فقرروا التحقق بأنفسهم ليكتشفوا الجثث، وقاموا على الفور بإبلاغ الشرطة.
جرائم مروعة وتفاصيل مروعة
أوضحت التحقيقات أن الجريمة الأولى وقعت في يناير 2024، حيث قتل المحامي زوجته بعقد عرفي إثر خلاف نشب بينهما، بينما ارتكب جريمته الثانية في سبتمبر من العام نفسه، عندما أقدم على قتل إحدى موكلاته بسبب نزاع حول أتعابه. ورغم وقوع الجريمتين في أماكن مختلفة، إلا أن المتهم قام لاحقًا بنقل الجثتين إلى شقته الجديدة في منطقة المنتزه، بعد أن طلب من نجار صنع تابوت مفتوح من الأعلى لإخفاء الجثة الأولى.
القبض على المتهم واستمرار التحقيقات
بعد اكتشاف الجريمة، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المحامي نصر الدين. أ، البالغ من العمر 51 عامًا، والذي بدا عليه الندم والحزن خلال استجوابه. وقد أمرت نيابة المنتزه ثانٍ بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، فيما تستمر الجهات المختصة في استكمال التحريات وفحص دور باقي المتهمين.
أثارت الجريمة حالة من الهلع بين سكان منطقة المعمورة البلد، بعدما تم العثور على الجثتين مدفونتين تحت الأرض داخل شقة في الطابق الأرضي. ومع توالي التحقيقات، بدأت تتكشف خيوط صادمة عن حياة المحامي المريبة، ومخططاته لإخفاء جرائمه، في قضية باتت حديث الشارع السكندري.