أبرزهم طلعت مصطفى ورشاد عثمان والغنيمي وآل ضيف الله وعطا سليم..
عائلات تحكم السياسة في الإسكندرية.. صراع كبير داخل أكبر العائلات السكندرية للوصول إلى كرسي البرلمان.. ووجوه جديدة لأول مرة تحت قبة البرلمان
كتب – أحمد بسيوني
تلعب العائلات المصرية على مدار التاريخ الحديث دورًا مهمًا في المجتمع المصري، وخاصة في صعيد مصر والمجتمعات الريفية، إذ تعتبر من اللاعبين البارزين في الحياة السياسية، وإحدى جماعات الضغط والمصالح داخل الدولة المصري، هذا بالإضافة إلى دورها الاجتماعي، حيث قدمت بعض العائلات يدها لمساعدة الدولة، وقدّمت صورة أكثر أصالة للمجتمع المدني أو الأهلي، فأنشأت المدارس والجامعات والبنوك والمصانع، أو استصلحت الأراضي في المستنقعات والصحاري، وتملكتها، فأضافت إلى الموارد العامة للدولة الكثير.
ومع بداية الحياة السياسة في مصر عام 1829، عندما أسس محمد على باشا مجلس الشورى ويتكون من كبار التجار والأعيان والمشايخ والعلماء، كان للعائلة المصرية دورًا مهما وبارزًا في السياسة المصرية، حيث اشتهر عدد من العائلات بوجود أبنائها بصفة دائمة في البرلمان المصري على مدار عشرات السنوات.
ويبرر البعض ذلك بأن الانتخابات تحكمها عدة أمور، من أهمها القبلية والعصبية، وأصول العائلات، وهذا الأمر لا يقتصر على الصعيد والريف فقط، لكنه ينتشر في جميع محافظات مصر.
فالعائلة تُمثل، لا سيما في الصعيد والمجتمعات الريفية، جماعة مصالح أو قوة ضغط على السلطة المركزية والفرعية، بحماية أفرادها، أو بفتح الطريق لبعضهم كي يصعد إلى قمة الهرم السياسي، خاصة عبر التمثيل النيابي، حتى إننا نجد بعض المقاعد في البرلمانات المتلاحقة كانت محجوزة لعائلات بعينها، سواء من خلال تكتل العائلة وراء مرشحها في الانتخابات التنافسية، أو حرص السلطة الحاكمة في مصر باختلاف أشكالها على تعيين بعض وجهاء العائلات في هذه البرلمانات، في ظل سياسة التراضي، أو توزيع المنافع، وتحقيق التوافق والاستقرار.
وفي الإسكندرية، يوجد كثير من العائلات تتحكم في المشهد السياسي منذ عقود، حتى أصبحت لاعبًا رئيسيًا داخل البرلمان بغرفتيه، أو من خلال مساندة مرشحين محددين للوصول إلى كرسي البرلمان.
عائلة طلعت مصطفى
سبع دورات متتالية هو العدد الذي حظيت به عائلة طلعت مصطفى داخل البرلمان عن محافظة الإسكندرية، كان آخرها عام 2020؛ حيث بدأ تاريخ العائلة في مجلس الشعب من خلال طلعت مصطفى الأب الذي فاز بدورتين في منتصف الثمانينيات ثم تلاه نجله طارق في ثلاث دورات متتالية منذ عام 2000 وآخرها عام 2010، كما نجح هشام طلعت مصطفى في الحصول على مقعد في آخر دورة لمجلس الشورى قبل ثورة يناير 2011، وفازت سحر طلعت مصطفى بمقعد بمجلس النواب في انتخابات 2015، و2020.
ويبدو الأمر مهيئًا للنائبة سحر طلعت في البرلمان القادم كأحد القيادات النسائية بالإسكندرية، بعدما تم اختيارها مؤخرًا الأمين المساعد لحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، وهو حزب الأغلبية البرلمانية داخل مجلس النواب.
عائلة آل ضيف الله
عائلة آل ضيف الله، الذين ينتمون لقبيلة الصناقرة بشبه الجزيرة العربية، يسيطرون على السياسة السكندرية بغرب المحافظة، ويعتبر النائب عبد المنعم راغب ضيف الله، هو عميد نواب البدو بالبرلمان حيث شغل مقعد دائرة الدخيلة والعامرية بغرب الاسكندرية لعدة دورات متتالية بينما كان يشغل شقيقه الحاج سعداوي مقعد مجلس الشورى قبل ثورة يناير 2011.
وعقب ثورة يونيو 2013، واصل النائب سعداوي راغب ضيف الله، رحلة العائلة في عضوية مجلس النواب في انتخابات 2015، و2020، كما برز اسم شقيقه الآخر النائب رزق راغب ضيف الله كأحد الساسة البارزين في الإسكندرية، حيث انتخب في مجلس النواب وبأعلى الأصوات في انتخابات 2015 و2020، كما كان أمين حزب مستقبل وطن بالإسكندرية لمدة زادت عن 6 سنوات منذ عام 2018، وحتى عام 2024، حيث تم اختياره مؤخرًا الأمين العام المساعد وأمين شئون القبائل العربية المركزي بالهيئة العليا للحزب، ومن المنتظر استمراره خلال الدورة البرلمانية القادمة كأحد أبرز البرلمانيين في العائلة.
وفي الانتخابات القادمة، يبرز اسم المهندس عبدالله سعداوي راغب ضيف الله، الأمين المساعد لحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، كأحد النواب المنتظرين في البرلمان القادم، وكذلك المهندس صالح عبدالمنعم راغب ضيف الله أمين قطاع الأعمال لحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، ابن عميد العائلة الراحل.
عائلة رشاد عثمان
“اسكندرية في رقبتك يا حاج رشاد”، هذه الكلمات وجهها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلى الحاج رشاد عثمان، كبير عائلات الصعيد بالإسكندرية، ليوصيه بعروس البحر.
ويعد الراحل رشاد عثمان أحد أشهر رجال الأعمال في مصر، وكان عضو بمجلس الشعب سابقًا، وكان رئيس نادي الصعيد العام بالإسكندرية، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة رشاد عثمان الخيرية، وله تاريخ طويل في العمل الوطني وفي أوساط المجتمع المدني منذ ما يزيد عن نصف قرن.
وتعتبر العائلة من كبرى العائلات في الإسكندرية بمنطقة مينا البصل، ولها نصيب كبير في مقاعد البرلمان داخل المحافظة، فالحاج رشاد عثمان هو والد النائب أشرف رشاد عثمان، عضو مجلس النواب لدورتين متتاليتين عامي 2015 و2020، والنائب محمد رشاد عثمان عضو مجلس الشيوخ، وحفيده الصافي عبدالعال، عضو مجلس النواب؛ وهناك صراع كبير في الانتخابات المقبلة داخل العائلة فمن سيحتفظ بمكانه تحت قبة البرلمان.
عائلة الغنيمي
تشتهر عائلة الغنيمي في مجال الحديد والمقاولات في المدينة الساحلية، ولها باع وشعبية بدائرة الرمل أول وثان شرقي المدينة، ويتمتع قطبي العائلة الحاج جمال الغنيمي والحاج خميس الغنيمي بعلاقات واسعة داخل وخارج الإسكندرية.
وعقب ثورة يونيو 2013، دخلت العائلة الحياة السياسية بقوة، فقد كان عمر خميس الغنيمي من مؤسسي حزب مستقبل وطن، وأمين الحزب بالإسكندرية، حتى ترك الساحة السياسية وذهب إلى الرياضة، ويشغل حاليًا منصب نائب رئيس نادي سموحة، ويستعد لخوض انتخابات النادي السكندري على مقعد الرئاسة بعد بضعة أشهر.
وتحت قبة البرلمان، احتفظت العائلة بممثل لها في مجلس النواب هو النائب عمر جمال الغنيمي لدورتين متتاليتين 2015 و2020، وهنا يلوح بالأفق سؤال هام، هل يستمر النائب “عمر جمال” في عضوية المجلس ام يكون للعائلة رأي آخر بمرشح جديد.
عائلة عطا سليم
عائلة عطا سليم البرلماني السابق، وعضو مجلس الشعب لعدة دورات متتالية في المنتزه، شرقي الإسكندرية، تعتبر من كبار العائلات التي تتحكم في السياسة شرقي الإسكندرية، ونجله بهاء عطا سليم مستشار محافظ الإسكندرية السابق، والنائب السابق محمد عطا سليم، الذي نجح في انتخابات دائرة المنتزه ثان عام 2015 عن حزب مستقبل وطن، قبل أن يفصله الحزب في نوفمبر 2017، على خلفية عدم التزامه الحزبي داخل قبة البرلمان.
وفي انتخابات 2020، ترشح محمد عطا سليم على قوائم حزب المحافظين، لكنه لم يحالفه التوفيق، وترشح عمه الحاج نبيل سليم على قوائم حزب الشعب الجمهوري، قبل أن ينسحب قبيل الانتخابات بأيام، ولأول مرة منذ عقود تخلو دائرة المنتزه من عضو ينتمي لعائلة سليم، فمن سيكون مرشح العائلة في الانتخابات القادمة في نهاية العام الجاري.
وهناك بعض العائلات بالإسكندرية، التي بدأت دخول معترك السياسة مؤخرًا، مثل عائلة أبوكليلة بالمندرة ويمثلها النائب إيهاب أبوكليلة عضو مجلس الشيوخ، وعائلة سردينة بالمنتزه ويمثلها النائب أشرف سردينة، والشيمي في المنشية ويمثلها النائب سامح الشيمي، وستكشف السنوات المقبلة عن مستقبل هذه العائلات التي وضعت لنفسها مكانًا في الساحة السياسية السكندرية.