في مشهد يعكس مدى التلاحم والتضامن الشعبي المصري مع القضية الفلسطينية، شهد معبر رفح تدفق آلاف المصريين من مختلف المحافظات، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. ورفع المشاركون أعلام مصر وفلسطين، مرددين هتافات قوية داعمة للحقوق الفلسطينية، من بينها: “بالطول بالعرض مش حنسيب الأرض” و”لا للتهجير”.
منذ ساعات الصباح الباكر، انطلقت الحافلات من مختلف أنحاء الجمهورية، تحمل مواطنين من كافة الفئات العمرية، متجهين نحو المعبر في مسيرات منظمة. وعلى امتداد الطريق المؤدي إلى رفح، ارتفعت أصوات الهتافات المؤيدة لفلسطين، مؤكدين موقفهم الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضهم القاطع لأي مخططات تسعى لتغيير التركيبة السكانية في غزة أو التأثير على حقوق الفلسطينيين التاريخية.
وعند وصولهم إلى ساحة المعبر، رفع المشاركون لافتات تحمل شعارات مثل “معاك يا ريس”, “لا للتهجير”, “فلسطين حرة”, و*”لا للمخططات”*. وشارك في الفعالية عدد من القيادات الحزبية والشعبية والنقابية، الذين شددوا على أن الموقف الشعبي المصري تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير، بل يزداد رسوخًا مع تصاعد التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
في هذا الإطار، أكد الحضور أن الشعب المصري لن يقبل بأي محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين أو التأثير على وضعهم القانوني والتاريخي، مؤكدين دعمهم لجهود القيادة السياسية المصرية التي تعلن بوضوح رفضها لأي مقترحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم. وترددت هتافات “لا للتهجير” في أرجاء المكان، في رسالة واضحة بأن المصريين يقفون إلى جانب الفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوقهم المشروعة.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من المواقف والجهود الشعبية الداعمة لفلسطين، حيث أكد المشاركون أن موقف مصر، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، ثابت في دعم القضية الفلسطينية. كما أشاروا إلى أن مصر ستظل داعمًا رئيسيًا للحقوق الفلسطينية، وستواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وفي لفتة وطنية تعكس وحدة الصف المصري، ردد الحاضرون النشيد الوطني المصري وسط أجواء مفعمة بروح التلاحم والتضامن مع الفلسطينيين. وأكد المشاركون أن هذه المسيرات تعبر عن وجدان الشعب المصري، الذي يرفض المساس بحقوق الفلسطينيين ويدعم حقهم المشروع في البقاء على أرضهم.
الهيئة القبطية الإنجيلية تشارك في فعالية “تهجير الفلسطينيين خط أحمر” أمام معبر رفح
وفي سياق التضامن الوطني، شاركت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في الفعالية الوطنية التي حملت شعار “تهجير الفلسطينيين خط أحمر… لا للتهجير”, والتي نُظمت أمام معبر رفح تحت مظلة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي.
وضم وفد الهيئة 50 متطوعًا من مختلف مجتمعات عملها، في رسالة تعكس رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، وتأكيدًا على دعمهم لحقهم في البقاء على أرضهم. ويأتي ذلك تماشيًا مع الموقف الثابت للطائفة الإنجيلية في مصر، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي، التي أكدت في بيان رسمي رفضها القاطع لأي مقترحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، معتبرة أن هذه الأفكار تتناقض مع مبادئ القانون الدولي والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وشدد البيان على أهمية الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، ورفض أي حلول لا تحقق العدالة والاستقرار في المنطقة. كما أكدت الهيئة القبطية الإنجيلية أن مشاركتها في الفعالية تأتي في إطار التزامها المجتمعي والإنساني بدعم القضايا العادلة، مشددة على ضرورة تضافر الجهود لحماية الحقوق الفلسطينية، والعمل على تحقيق سلام عادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين.
جامعة بنها تشارك في دعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير
وفي سياق مماثل، انطلقت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة وفود من طلاب جامعة بنها متجهين إلى مدينة رفح، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ودعمًا لموقف القيادة السياسية الرافض لأي حلول تمس حقوق الشعب الفلسطيني.
وأعلن المشاركون تأييدهم الكامل لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على أن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو “ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكدين التزامهم بثوابت الموقف المصري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، والتي لا يمكن التنازل عنها بأي شكل من الأشكال.
من جانبه، صرّح الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، بأن الجامعة بجميع منتسبيها تؤيد وتدعم ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي من مواقف واضحة ترفض بشكل قاطع أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم. وأكد أن المجتمع الأكاديمي في مصر يقف صفًا واحدًا مع القيادة السياسية في رفض أي محاولات لتغيير الحقائق التاريخية والجغرافية على الأرض.
وشدد رئيس الجامعة على أن دعم القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من التزام الشعب المصري بقيم العدالة والحقوق المشروعة، مؤكدًا أن الطلاب المصريين يعون تمامًا أهمية التضامن مع فلسطين، وأن هذا الدعم سيظل حاضرًا في جميع الفعاليات الوطنية التي تؤكد على وحدة الصف العربي وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
ويأتي هذا الحراك الشعبي الواسع تأكيدًا على وحدة المصريين، بمختلف أطيافهم، في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وإعلانًا واضحًا بأن القضية الفلسطينية ستظل راسخة في وجدان الشعب المصري، الذي يرفض أي محاولات للتأثير على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.