كتبت – نيرة إبراهيم
مع اقتراب ليلة النصف من شعبان، يتساءل الكثيرون عن حكم صيام هذا اليوم، ومدى مشروعيته في الإسلام. وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم النصف من شعبان جائز ومستحب، وهو من الأيام التي يُستحب صيامها، خاصة أنه يُصادف الأيام البيض، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر قمري.
حكم صيام يوم 15 من شعبان منفردًا
أوضحت دار الإفتاء أنه يجوز للمسلم أن يصوم يوم النصف من شعبان، سواء كان ذلك ضمن الأيام البيض، أو لموافقة عادة صيامه كصيام يومي الاثنين والخميس، أو لقضاء أيام فائتة من رمضان، أو للنذر، أو غير ذلك من الصيام المشروع.
هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان؟
نعم، يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان، خاصة لمن اعتاد الصيام أو لديه سبب كقضاء الفوائت أو النذر، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان” (رواه أبو داود والترمذي)، وقد فسر العلماء هذا الحديث بأنه لمن لم يكن له عادة صيام قبل النصف من شعبان، وليس عامًا لكل الناس.
متى تحل ليلة النصف من شعبان 2025؟
تحل ليلة النصف من شعبان هذا العام يوم الخميس 13 فبراير 2025 بعد غروب الشمس، وتستمر حتى فجر الجمعة 14 فبراير 2025، وهو ما يوافق 15 شعبان 1446هـ.
فضل ليلة النصف من شعبان كما ورد في السنة النبوية
أكدت دار الإفتاء المصرية فضل هذه الليلة المباركة، واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ” (رواه ابن ماجه).
لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شعبان؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شهر شعبان، وعندما سُئل عن سبب ذلك، قال: “ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ” (رواه النسائي).
ليلة النصف من شعبان: التسامح مفتاح المغفرة
حثت دار الإفتاء المسلمين على اغتنام هذه الليلة المباركة بالعبادة والاستغفار والتسامح، مشيرةً إلى الحديث الشريف:
“إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ” (رواه أحمد).
فضل إحياء ليلة النصف من شعبان
ذكر الحافظ ابن رجب أن التابعين من أهل الشام كانوا يُعظمون هذه الليلة، ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها. وقد ورد عن الإمام الشافعي قوله: “إن الدعاء يُستجاب في خمس ليالٍ: ليلة الجمعة، وليلة العيدين، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان”.
شعبان: شهر الاستعداد لرمضان
أكدت دار الإفتاء أن شهر شعبان يُعد فرصة عظيمة لتعويد النفس على العبادات والطاعات استعدادًا لشهر رمضان المبارك، مثل الصيام، وقيام الليل، وتلاوة القرآن، والصدقة، وصلة الرحم، وكثرة الاستغفار.
هل يجوز صيام يوم وإفطار يوم في شعبان؟
نعم، لا مانع شرعًا من اتباع صيام يومٍ وإفطار يومٍ آخر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا” (متفق عليه).