بدأت رحلة الأم مع حملها الأول بمزيج من الفرح والترقب، لكنها سرعان ما واجهت صدمة غير متوقعة عندما أخبرها الأطباء بأنها تحمل توأمًا غير مكتمل، حيث كان أحد الجنينين طفيلًا ملتصقًا بشقيقته من العمود الفقري ومنطقة الظهر.
في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، طُلب من الأم إنهاء الحمل، نظرًا لعدم وضوح ما ستكون عليه حالة الجنينين، لكن الأم رفضت الاستسلام، متمسكة بالأمل في أن ترى طفلتها بين يديها. وبعد شهور من القلق والترقب، وُلدت الطفلة نسمة ومعها توأمها الطفيلي، في حالة نادرة تطلبت تدخلاً جراحيًا دقيقًا لإنقاذ حياتها.
على مدار أربعة أشهر، خضعت نسمة لمتابعة طبية دقيقة، حتى قرر فريق طبي متخصص بقيادة أ.د صابر وهيب، وأ.د يسري العدوي، والدكتور محمد عبدالملاك، واستشاري التخدير الدكتور وليد مختار، والدكتور محمد شريف، التدخل الجراحي لإجراء عملية فصل معقدة، لضمان مستقبل صحي آمن لها.
بفضل مهارة الفريق الطبي، نجحت الجراحة بالكامل، وأصبحت نسمة بحالة صحية ممتازة، حيث تتحرك أطرافها السفلى بشكل طبيعي. ومن المقرر أن تغادر المستشفى خلال 48 ساعة، لتبدأ فصلًا جديدًا في حياتها، بعد أن كُتب لها النجاة وسط تحديات صعبة.
من جانبه، أكد أ.د صابر وهيب، أستاذ جراحات الأطفال والاختلافات الخلقية بكلية الطب – جامعة الإسكندرية، أن نجاح العملية جاء بفضل التخطيط الدقيق والتعاون بين نخبة من الأساتذة والاستشاريين في مجال جراحات الأطفال والتخدير، مشيرًا إلى أن مثل هذه العمليات تتطلب دقة شديدة لضمان عدم حدوث أي مضاعفات تؤثر على الطفلة مستقبلًا.
قصة نسمة ليست مجرد حالة طبية نادرة، بل ملحمة من التحدي والإرادة، صنعتها أم رفضت الاستسلام، وأطباء وهبوا علمهم لإنقاذ حياة، وطفلة جاءت إلى العالم لتثبت أن الأمل قادر على تحقيق المعجزات.