<< عزت بسيوني: فرقة ‘تيمبو باند’ تجاوزت التحديات بفضل الشغف والإصرار
<< عزت بسيوني: نحن نحاول كسر الصور النمطية حول عزف الفتيات على الطبلة
<< قائد فرقة “تيمبو باند”: نحن نركز على الإيقاعات الشرقية لأنها جزء أصيل من التراث المصري
<< بسيوني: علاقتنا مع رائد الإيقاع سعيد الأرابيسك مثمرة ونتعلم منه بشكل دائم
كتبت – نيرة إبراهيم
من قلب الإسكندرية الساحرة، وتحديدًا من حي الأنفوشي العريق، بزغ فجر فرقة “تيمبو باند”، التي تأسست على يد عزت بسيوني، مدفوعة بشغفه العميق في تنمية براعم الموهبة في فن العزف على الطبلة، لم تكن هذه الفرقة مجرد تجربة عابرة، بل كانت بداية لمشروع فني رؤيوي تطور من ورش عمل مكثفة إلى كيان فني معتمد يصدح بإيقاعات الشرق.
يقول عزت بسيوني، مؤسس الفرقة: “كان الدافع الأساسي لتأسيس الفرقة هو شغفنا بتنمية مواهب العزف على الطبلة. بدأنا كفرقة مستقلة تمامًا، ثم قمنا بتطوير عملنا من خلال ورش عمل مكثفة أقيمت في منطقة الأنفوشي العريقة، ليصبح لدينا فرع معتمد تابع لثقافة الأنفوشي.”
ويضيف: “كان من الواضح أن الأمر يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين. هدفنا لم يكن مجرد تجميع عازفين جاهزين، بل بناء قاعدة من الموهوبين الذين يتعلمون أساسيات العزف ثم ينطلقون منها.”
تطرق عزت إلى معايير اختيار الأعضاء الجدد للفرقة، مؤكدًا على أن المعيار الأساسي هو الموهبة والاجتهاد: “نحن لا نقدم استثناءات لأحد. هناك من يستوعب التقنيات بسرعة، وآخرون يحتاجون وقتًا أطول. نراقب تطورهم ونقيم مستوى مهاراتهم في ورش العمل التي نقيمها.”
أما عن تركيز الفرقة على الإيقاعات الشرقية، يوضح عزت: “الإيقاع الشرقي جزء أصيل من التراث المصري. نلاحظ أن الجمهور المصري يتفاعل بشكل أكبر مع الموسيقى الشرقية مقارنة بالموسيقى الغربية، لذا كان توجهنا طبيعيًا نحو هذا النوع من الفنون.”
وفيما يتعلق بالبداية الشخصية له مع الإيقاع، يقول عزت: “كان لدي ميل فطري للإيقاع، وخاصة آلة الطبلة، وذلك ربما بسبب الخلفية الفنية لعائلتي. بدأت تدريبي المستمر ثم توجهت نحو تعليم الآخرين.”
عزت استعرض المراحل التي مرت بها الفرقة منذ بدايتها كفرقة خاصة تقدم حفلات صغيرة، وصولًا إلى المشاركة في فعاليات ثقافية متنوعة على مستوى المحافظات والمهرجانات الدولية والمحلية. “بدأنا في استوديوهات تم حجزها بشكل شخصي، ثم تطورنا إلى أن أصبح لدينا فرع معتمد.”
أما فيما يتعلق بنظرة المجتمع تجاه عزف الفتيات على الطبلة، أكد عزت أن الفرقة تعمل بجد على كسر هذه الصورة من خلال حفلاتها وبرامجها الفنية المتميزة. وقال: “عندما يحضر الجمهور عروضنا، تتغير نظرتهم تمامًا لمشاركة الفتيات في هذا الفن.”
كما أشار إلى أهمية دور زوجته في مسيرة الفرقة: “زوجتي شريكة أساسية في هذا المشوار. نختار سويًا محتوى الحفلات ونضع التصورات. هناك مشاركة حقيقية بيننا.”
وفي حديثه عن رائد الإيقاع الشرقي سعيد الأرابيسك، قال عزت: “هو قامة فنية بارزة في مجال الإيقاع الشرقي، ومن مؤسسي هذا الفن في مصر. نحترمه ونقدر كل ما قدمه من إنجازات.”
الفرقة شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية، منها في ساقية الصاوي، كما تم استضافتها في برنامج الإعلامية منى الشاذلي. وعن الخطط المستقبلية، يكشف عزت عن طموحات الفرقة لتقديم عروض فنية مبتكرة تشمل جولات سفر ومشاركات واسعة النطاق.
كما أضاف عزت أن اسم “تيمبو باند” يعكس الهوية الموسيقية للفرقة، حيث “تيمبو” تشير إلى الزمن والإيقاع في الموسيقى، أما “باند” فيعكس فكرة الوحدة والتجمع.
وأكد عزت أن الدورات التدريبية التي تقدمها الفرقة متنوعة، تشمل ورشًا حضورية وعبر الإنترنت، بالإضافة إلى الدورات المجانية والمدفوعة، مع التأكيد على أن سرعة التعلم تختلف من شخص لآخر. وقال: “نحن نهتم بتوصيل المعلومة لكل شخص بالطريقة التي تناسب سنه وقدراته الاستيعابية.”
وفيما يتعلق بالتحديات، يرى عزت أن المنافسة الشريفة هي ما يحفز الفرقة على العمل الجاد، مؤكدًا: “أنا دائمًا أرد على أي تحدي بالعمل الجاد. لا أحب كلمة ‘تحدي’ بل أرى أن كل فرقة تقدم فنها والجمهور هو الحكم.”
وفي النهاية، اختتم عزت حديثه بالتأكيد على أن الفرقة تسعى دائمًا لتقديم شيء مميز في كل حفلة، وأنها تضع سعادة الجمهور في أولوياتها. وأشار إلى أهمية التغيير المستمر في الحفاظ على الحماس والإبداع، مؤكدًا أن الفرقة تتطلع دائمًا لتحقيق المزيد من النجاح والانتشار على مستوى أوسع، حيث تتجاوز فرقة “تيمبو باند” حدود كونها مجرد فرقة موسيقية، لتصبح رمزًا للشغف والإبداع.