كتب: طارق اسماعيل
أسعدني حضور مؤتمر عقدته مكتبة الإسكندرية برئاسة الدكتور أحمد زايد حول الثقافة والمثقفين وآفاق المستقبل فمما لاشك فيه أن مكتبة الإسكندرية تلعب دور هام في الحركة الفكرية سواء المحلية او العربية وأيضا الدولية.
ومع ذلك فإن أكثر الأمور التي شعرت أنها تقلق المثقفين وربما تصل بالبعض إلى حالة الإحباط إحساس النخبة بوجود أزمة أصبحت تهيمن علي المشهد الثقافي والمثقفين وهي حالة تأتي في لحظات ارتباك وشعور بأن النخبة أصبحت تعبر عن كيان انفصل عنها فأصبح هناك قسمين جزء يرسل وآخر لا يستقبل أو فقد الرغبة في الإستقبال ليس لنشاز المرسل بل علي العكس فقد يكون ما يأتي أعظم الألحان والأنغام وأفضلها وأطربها ولكن لأن الإرسال انقطع فلم يعد المستقبل يسمع شئ.
وهذا أدخل المبدعين والمثقفين في حلقة مفرغة تدور في إطار نخبوي بعد أن أصبح المرسل والمستقبل شئ واحد وهو خطر حقيقي علي الثقافة والمثقفين ،لقد أعجبني حديث دكتور مدحت عيسي أثناء المناقشات بتراجع دور الثقافة الجماهيرية.
وشعرت بالدهشة عندما سمعت أن بعض مسارح الدولة تعرض أقل من أسبوع ،حكايات كثيرة وآراء عديدة جديرة بالمناقشة والحوار كله يستحق التحية والتقدير للمسئولين بمكتبة الإسكندرية الذين فتحوا باب لكي يحدث نقاش وتبادل أراء في قضايا عديدة تبحث عن حلول.
ربما الحوار والنقاش لم يصنع حلول لكنه فتح باب أمل ورؤية مستقبلية أمام من يحملوا راية الفكر ويدافعوا عن الثقافة ،فبالتأكيد إنها خطوة طيبة ثمارها الحقيقية أنها مثلما تدق ناقوس خطر لكنها تقفز نحو المستقبل