مشروعات شبابية| سحر عادل… من موديل إلى رائدة أعمال في عالم الموضة

<< من حلم إلى حقيقة.. قصة سحر عادل مع براند الأزياء SA Brand
<< سحر عادل: النجاح بالنسبة لي مش في المال بل في الشعورأني بقت قادر أحقق حلمي
<< سحر عادل: سوق الأزياء مليان منافسة ولكن الفرق هو القدرة على التميز

كتبت – مي وائل

في زمن يبحث فيه الكثير من الشباب عن الفرص المناسبة لبناء مستقبلهم، اختارت سحر عادل أن تصنع فرصتها بنفسها. بدلاً من السير على الطريق التقليدي الذي رسمته دراستها، قررت أن تحوّل شغفها بعالم الموضة إلى مشروع خاص يحمل اسمها ويعكس شخصيتها الفريدة. بدأ حلمها مع عروض الأزياء، ثم تطوّر ليصبح مشروعًا حقيقيًا يتنافس في سوق مليء بالتحديات، فكانت دائمًا تبحث عن الجودة، التميز، والاستقلالية.
بداية الحلم: من الموديل إلى ريادة الأعمال
سحر عادل، الفتاة الشابة التي لم تتجاوز 23 عامًا، استطاعت أن تحقق حلمها وتؤسس مشروعها الخاص في مجال الأزياء، ورغم أنها تخرجت من كلية الإعلام بجامعة فاروس قسم إذاعة وتلفزيون، إلا أن حبها لعالم الموضة دفعها إلى السير وراء شغفها، وقررت أن تبدأ رحلتها كرائدة أعمال في هذا المجال.

اللحظة التي غيّرت كل شيء

بدأت قصة سحر مع عالم الموضة عندما عملت كموديل مع عدة برندات مشهورة، من بينها برند كندي شهير. هناك، كانت دائمًا تتلقى تشجيعًا خاصًا من صاحبة البراند، التي كانت تقول لها: “إنتِ شاطرة ولازم تبدأي البراند بتاعك.” في تلك اللحظة، تملكتها فكرة جديدة: لماذا لا تحقّق حلمها وتبدأ مشروعها الخاص؟ ومع تخرجها من الجامعة، لم تستطع أن تتجاهل الفكرة بعد أن نمت في قلبها.

الانتقال من الحلم إلى الواقع
رغم الحماس الذي كان يملأ قلبها، إلا أن سحر كانت تشعر بتخوف كبير من ترك المجال الذي درسته، وكان الخوف من المجهول يلازمها. لكنها، وبكل شجاعة، قررت أن تضع شغفها في قلب مشروعها وتبدأ مشوارها في عالم الأزياء، متحدية المخاوف.

البحث عن التميز: اختيار مجال الأزياء

كانت الأزياء بالنسبة لسحر أكثر من مجرد ملابس؛ كانت شغفًا حقيقيًا. قررت أن تختار هذا المجال لأنها كانت تشعر أنه الأقرب إلى قلبها، وكان لديها إيمان عميق بأنها تستطيع تقديم شيء مميز يختلف عن السائد.

التسويق والتوسع في البداية

بدأت سحر في تسويق منتجاتها عبر الإنترنت، حيث كانت حريصة على المشاركة في المعارض المحلية لتقترب أكثر من جمهورها، وتفهم احتياجاتهم وأذواقهم، وبالرغم من الانتقادات التي واجهتها، سواء من الناس الذين لم يؤمنوا بقدرتها على النجاح أو من أولئك الذين رأوا أن السوق صعب للغاية، استمرت سحر في مشوارها، مؤمنة أن النجاح يحتاج إلى وقت، وأن العمل المستمر هو الطريق الوحيد للتقدم.

التحديات في البداية: لا شيء سهل

واجهت سحر تحديات كبيرة في بداية الطريق. كانت الخامات مرتفعة الثمن، والمصانع التي كانت تتعامل معها كانت ترفض العمل بكميات صغيرة. كما واجهت صعوبة في التعامل مع شركات الشحن.

لكن سحر، التي لم تكن لتستسلم بسهولة، واصلت البحث حتى وجدت ورشة صغيرة تعاونها في تصنيع الملابس، وكانت هذه خطوة حاسمة في مشوارها. تقول سحر: “كنت خايفة، لكني شعرت أنني إذا فتحت باب رزق لآخرين، فإن الله سيرزقني أيضًا.”

الدعم من المقربين: السند الحقيقي

لم تكن سحر بمفردها في رحلتها، الدعم من الأصدقاء كان مهمًا جدًا، خاصة في مراحل التصوير والمودلينج. وكان لدكاترة الكلية دور كبير في مساندتها وتقديم النصائح. أما أهلها، فقد كانوا دائمًا السند الأقوى لها، سواء بالكلمات التشجيعية أو المساعدة العملية.

العلامة التجارية “SA Brand”: التميز في الجودة والتصميم

كان الهدف الرئيسي لسحر هو تقديم شيء مختلف ومميز في عالم الموضة. كانت ترفض الجري وراء الترندات السائدة، وفضلت أن تركز على تقديم قطع أنيقة وعالية الجودة تحافظ بها على ثقة جمهورها. كان شعارها “الجودة أولًا”، وكان هذا المبدأ هو الذي يميز براند “SA” عن غيره من العلامات التجارية في السوق.

الخامات: الجودة لا تأتي من السوق المحلي فقط

في البداية، كانت سحر تعتمد على الخامات المصرية، لكنها واجهت صعوبة في العثور على خامات تناسب رؤيتها. لذلك، قررت أن تستعين بالخامات المستوردة عالية الجودة، مع التأكيد على أن الجودة كانت دائمًا الأولوية، بغض النظر عن المصدر.

نقطة التحول: أول بازار

تروي سحر عن أول بازار شاركت فيه، وكيف كان قلبها ينبض بالخوف والقلق قبل المشاركة. لكن بعد أن صلت استخارة، قررت أن تذهب. هناك، لاقت دعمًا غير متوقع من الحضور، وكان ذلك بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسيرتها، حيث فتحت أمامها فرصًا جديدة وفرص التواصل مع العملاء.

التسعير والوصول للعملاء: اكتساب الخبرة مع الوقت

في البداية، كان من الصعب على سحر تحديد السعر المناسب لمنتجاتها. لكن بعد أن خضعت لدورات تدريبية في التسويق والتسعير، استطاعت أن تحدد جمهورها المستهدف: الأشخاص الذين يبحثون عن جودة عالية بأسعار معقولة. بدأت تسويق منتجاتها داخل دوائرها القريبة، ومع مرور الوقت توسعت عبر منصات مثل إنستجرام والمعارض المحلية.

المكسب الحقيقي: التطور والنمو الشخصي

بالنسبة لسحر، المكسب الحقيقي لم يكن المال، بل الشعور بالنمو والتطور كل يوم. مع مرور الوقت، بدأت تحقق أرباحًا فعلية، لكن ما كان يهمها أكثر هو التطور المستمر والنمو في مشروعها.

رسالة سحر لأي فتاة تحلم ببدء مشروعها

سحر تقدم نصيحة لكل فتاة تحلم ببدء مشروعها الخاص: “اسمعي قلبك، واتبعي شغفك… حتى لو كنتِ خايفة. البداية صعبة، لكن الذين يستمرون هم من يؤمنون بأنفسهم. ريادة الأعمال ليست حلمًا، بل رحلة… والمهم هو أن تبدأي.”