كتبت: أميرة سلامة
كانت الإسكندرية مسقط رأس نجمة تألقت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، تدرجت شيئًا فشيئًا حتى استطاعت أن تحصل على أدوار البطولة، ولمعت وسط جيلها واشتهرت بجمالها وملامحها الهادئة، إنها «مديحة كامل» واسمها الحقيقي “مديحة كامل صالح أحمد”، ولدت في 13 أغسطس 1948 في أسرة كبيرة تتألف من 3 أولاد و3 بنات.
كانت مديحة طفلة خفيفة الظل، تحب الرياضة والألعاب، وأكثرها تنس الطاولة وكرة السلة، اتخذت التمثيل منذ الصغر هواية، فكانت تدرس في مدرسة الشاطبي النموذجية، وأثناء المرحلة الإعدادية قامت بدور رابعة العدوية في مسرحية عرضت في مدرستها، وتألقَت فيها وحصلت على لقب أحسن ممثلة في المدرسة. كما حصلت على لقب “ملكة جمال الشاطبي” وهي في السابعة عشر من عمرها.
انتهت مديحة من الإعدادية وقررت التوجه إلى القاهرة لاستكمال دراستها في 1962، وحصلت على الثانوية العامة في 1965، والتحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس. بعد تخرجها عملت في مجال عروض الأزياء.
دخلت مديحة كامل مجال الفن بالصدفة، حيث اكتشفها النجم سمير غانم أثناء عملها في عروض الأزياء، وعرض عليها التمثيل فوافقت، وبدأت مسيرتها الفنية بأدوار صغيرة في المسرح والسينما. في عام 1966، حصلت على دور البطولة في الفيلم الشهير “30 يومًا في السجن” أمام الفنان فريد شوقي. ثم انقطعت عن التمثيل لمدة عامين، وعادت بعدها للعمل في مصر ولبنان. ومع مرور الوقت، حصلت على أدوار بطولة ثانية حتى حصلت على فرصتها الكبرى في فيلم “الصعود إلى الهاوية” مع المخرج كمال الشيخ والفنان محمود ياسين، الذي أدى إلى انطلاقتها نحو النجومية.
أبرز أعمالها الفنية على مدار ثلاثين عامًا قدمت مديحة كامل أكثر من 5 مسرحيات، 15 مسلسلاً، وأكثر من 100 فيلم. من أبرز أفلامها:
- “30 يومًا في السجن” (1966)
- “العقل والمال” (1965)
- “العاب المراهقات” (1965)
- “المراهقان” (1964) كما قدمت مسلسلات تلفزيونية مثل “العنكبوت” (1973) و”الأفعى” (1977).
إغراء مديحة كامل
مديحة كامل كانت واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في الستينيات والسبعينيات، وقد اشتهرت بجمالها الطبيعي وملامحها الهادئة، بالإضافة إلى حضورها القوي على الشاشة، كانت تمتلك جاذبية خاصة تُعبّر عن الأنوثة والرقة في أدوارها، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور في تلك الفترة.
إغراء مديحة كامل كان نابعًا من قدرتها على تقديم الأدوار الرومانسية والدرامية بشكل يُظهر قدرتها على التعبير عن مشاعر الحب والضعف والقوة في الوقت نفسه. وبالرغم من أن بعض أدوارها قد تميزت بلمسة من الإثارة أو الجاذبية، إلا أن نجاحها لم يكن مقتصرًا فقط على الإغراء، بل كان يعتمد على موهبتها الفنية وحضورها المميز في الأعمال التي قدمتها.
كانت مديحة توازن بين التمثيل الجاد في السينما والتلفزيون وبين الأدوار التي قد تحمل بعض الطابع الجمالي والأنثوي. وبهذا الشكل، استطاعت أن تكون رمزًا من رموز الفن المصري في عصرها، وأن تحقق مكانة مميزة في تاريخ السينما المصرية.
حياتها الشخصية وزواجها
تزوجت مديحة كامل ثلاث مرات، كان زواجها الأول من رجل الأعمال محمود الريس، أنجبت منه ابنتها الوحيدة ميرهان، ثم تزوجت من المخرج السينمائي شريف حمودة، وأخيرًا من المحامي جلال الديب.
اعتزالها ومرضها
عانت مديحة كامل من مرض القلب وسرطان الثدي، وفي إبريل 1992، قررت ارتداء الحجاب واعتزال التمثيل بعد ثلاثين عامًا من مشوارها الفني، كانت تعمل على آخر أفلامها “بوابة إبليس” لكنه لم يكتمل بسبب اعتزالها، ثم اشتد عليها المرض وأقامت في مستشفى مصطفى محمود لمدة عشرة أشهر تقريبًا، حتى توفيت في 13 يناير 1997، في شهر رمضان المبارك.