في السنوات الأخيرة، ظهر اتجاه جديد بين بعض نجوم الفن، وهو النزول إلى الشارع وسط الجمهور لاستعراض شعبيتهم وقوتهم، والتقاط الصور التذكارية مع المواطنين في الأحياء الشعبية. من بين هؤلاء الفنانين، يبرز أحمد العوضي ومحمد رمضان، اللذان أصبحا يحرصان على التواجد بين الجماهير في أماكن عامة، مما يؤدي إلى تجمعات ضخمة وازدحام شديد، حيث يتسابق المواطنون لالتقاط الصور معهم.
ورغم أنني من محبي أحمد العوضي ومحمد رمضان، فإن عتابي لهما يأتي من باب المحبة والحرص على قيمة الفنان ودوره الحقيقي. فنحن لم نرَ من قبل نجوم الجيل الذهبي مثل عادل إمام، نور الشريف، محمود عبدالعزيز، فاروق الفيشاوي وغيرهم، ينزلون إلى الشارع بهذه الطريقة لاستعراض شعبيتهم، رغم أنهم كانوا يملكون رصيدًا فنيًا وجماهيريًا لا يزال يعيش في قلوب الجمهور حتى بعد رحيلهم.
وفي المقابل، نجد أن العديد من نجوم الجيل الحالي الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية ضخمة لم يلجأوا إلى هذه الأساليب، بل اكتفوا بجعل أعمالهم الفنية هي التي تعكس حجم نجاحهم ومحبتهم لدى الجمهور. فنحن لم نرَ كريم عبد العزيز أو أحمد عز أو أحمد حلمي يتجهون إلى النزول في الشارع واستعراض شعبيتهم بهذه الطريقة، رغم أنهم من أكثر الفنانين تأثيرًا وجماهيرية في الوقت الحالي. هؤلاء النجوم يدركون أن الشعبية الحقيقية تُكتسب من خلال الأداء المتميز واختيار الأدوار التي تلامس قلوب المشاهدين، وليس عبر مشاهد استعراضية في الشارع.
قوة الفنان الحقيقية لا تُقاس بعدد الجماهير التي تحيط به في الشارع، بل بمدى تأثير أعماله الفنية في الوجدان، وبقدرته على تقديم شخصيات تمثل المواطنين وتعكس قضاياهم. لقد كان نجوم الزمن الجميل قادرين على ترسيخ حب الجمهور لهم من خلال أعمالهم التي لامست هموم المجتمع وأسهمت في تصحيح المفاهيم الخاطئة.
استعراض القوة والشعبية لا يكون بمجرد النزول إلى الشارع وسط الجماهير، بل في تقديم أعمال فنية متنوعة تحمل رسائل إيجابية وتدفع نحو التغيير. فالفن في جوهره رسالة، وليس مجرد وسيلة لإثبات الشعبية. لذا، على نجوم اليوم أن يستلهموا من عظماء الماضي، وأن يجعلوا الفن وسيلتهم الحقيقية للتواصل مع الجمهور، وليس مجرد مشهد استعراضي في الشارع.