تُعد شركة الصرف الصحي بالإسكندرية برئاسة اللواء أركان حرب مهندس محمود نافع، أحد أهم الكيانات الخدمية في المحافظة، حيث تتحمل مسؤولية إدارة وتشغيل وصيانة شبكات الصرف ومحطات الرفع والمعالجة، إلى جانب مواجهة التحديات المتكررة الناتجة عن تزايد معدلات سقوط الأمطار سنويًا. وتعمل الشركة على تنفيذ خطط استباقية لموسم الشتاء، وتطوير البنية التحتية لشبكاتها، بالإضافة إلى تطبيق مشروعات استراتيجية مثل فصل مياه الأمطار عن مياه الصرف الصحي، بما يضمن الحفاظ على انسياب الحركة المرورية وتقديم خدمات أفضل للمواطنين.
اللواء أركان حرب مهندس استشاري محمود محمد محمود نافع، هو أحد القيادات الهندسية البارزة في مصر، حاصل على بكالوريوس الهندسة شعبة كهرباء، وبكالوريوس العلوم العسكرية، وماجستير في العلوم العسكرية. كما نال زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية، ويحمل لقب مهندس استشاري معتمد من نقابة المهندسين. ويُعد من القلائل الذين جمعوا بين التكوين الأكاديمي الفني والعسكري، ما أهّله لتولي مسؤوليات كبرى في قطاعات حيوية.
شغل اللواء محمود نافع جميع الوظائف القيادية بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة، كما عمل مستشارًا هندسيًا لرئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وتولى رئاسة مجلس إدارة شركتي مياه الشرب والصرف الصحي في الفيوم وسوهاج، ويشغل حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية. وخلال مسيرته، نجح في تطوير وتوسعة البنية التحتية لشبكات الصرف والمياه في المحافظات التي عمل بها، وحقق نسب استجابة عالية في تلقي شكاوى المواطنين والتعامل معها، كما قاد العديد من المشروعات التنموية والخدمية التي ساهمت في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز كفاءة تشغيل محطات المعالجة والشبكات.
ما الذي تشهده محافظة الإسكندرية مؤخرًا في مجال البنية التحتية للصرف الصحي؟
تشهد نقلة نوعية في رفع كفاءة الشبكة، بدءًا من فتح مصبات الكورنيش وتنفيذ مشروعات عاجلة ببعض المناطق، مرورًا بتدعيم محطات الرفع والتنقية والمعالجة، وإزالة التعديات على الترع والمصارف، لمواجهة التغيرات المناخية وتجنب الغرق شتاءً.
ما هو المخطط الاستراتيجي لشركة الصرف الصحي بالإسكندرية؟
وضعت الشركة خطة تمتد حتى عام 2052، تشمل مشروعات كبرى لرفع كفاءة الشبكة واستيعاب التوسعات الحالية والمستقبلية، مع وضع التغيرات المناخية في الاعتبار والاستفادة من مياه الأمطار.
ما أبرز المشروعات الجارية حاليًا؟
تطوير ورفع كفاءة محطة التنقية الغربية بالتعاون مع المحافظة وكلية الهندسة، بطاقة تصميمية 460 ألف م³/يوم وزيادة طاقتها الاستيعابية بـ 350 ألف م³/يوم.
هل تزداد معدلات سقوط الأمطار في الإسكندرية كل عام؟
نعم، تزداد الأمطار سنويًا مقارنة بالعام السابق، وفقًا لبيانات هيئة الأرصاد الجوية بعد انتهاء كل موسم شتاء، إضافةً إلى ما ترصده الشركة من كثافة الأمطار وكميات المياه التي تستقبلها الشبكة.
كيف تواجه شركة الصرف الصحي ظاهرة تزايد كثافة الأمطار؟
يتم التعامل مع هذه الظاهرة من خلال رصد تجمعات الأمطار وبلاغات المواطنين، حيث تم تحديد نحو 155 نقطة الأكثر تكرارًا لتجمع المياه، وتم تصنيفها وفقًا للأولوية وحركة المرور بها. كما تبدأ الشركة عقب كل موسم خطة تطهير شاملة للشبكات والمطابق والشنايش ومحطات الرفع والمعالجة والمصبات.
ماذا عن الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار؟
المشروع يُعد من أهم المشروعات التي نُفذت في الإسكندرية، وقد أثبت نجاحه خلال موسم الشتاء الماضي، حيث لم تشهد المناطق التي طُبق بها المشروع أي تجمعات لمياه الأمطار، والشتاء الماضي كان خير دليل، لنجاح هذه الاستراتيجية، ولم يحدث تراكمات لمياه في المناطق التي تم تفعيل فيها فصل شبكة مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحي.
وتتمثل الاستراتيچية في 9 مشروعات ذات الأولوية، بُناءً على البروتوكول الموقع بين شركة الصرف الصحي الإسكندرية وإدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المُسلحة وكلية الهندسة، بإشراف من مُحافظة الإسكندرية.
وتم استلام المرحلة الأولى من المشروع في 3 مناطق «مكتبة الإسكندرية، كليوباترا، وشارع شعراوي بلوران»؛ وأدت تلك المشروعات لحل مشكلة الأمطار بـ 9% من النقاط الساخنة بالمُحافظة، وجاري تنفيذ الأعمال في 3 مناطق أخرى «ميدان ڤيكتور عمانويل، شارع النقل والهندسة، وشارع محمد نجيب»، بإجمالي تكلفة 225 مليون جنيه، شملت 12 شارعًا وإنشاء 115 مطبق و429 شنيشة و10 مصبات، وستحِل هذه المُشروعات مُشكلة الأمطار بـ 11% من النقاط الساخنة بالمُحافظة.
وسيتم البدء في تنفيذ المتبقي من الأعمال في 3 مناطق أخرى «محرم بك، شارع عمر لطفي، ودوران الصوفاني»، وبذلك سيتم حل مشكلة الأمطار بنسبة 12% من النقاط الساخنة بالمُحافظة.
أين تم تطبيق المشروع في مرحلته الأولى؟
بدأت المرحلة الأولى في ثلاث مناطق رئيسية تُعد نقاطًا ساخنة أثناء النوات:
سموحة (النقل والهندسة – ميدان فيكتور عمانويل)
سيدي بشر (محمد نجيب – خالد بن الوليد – شارع 57)
ويتم تنفيذه تدريجيًا حسب الأولويات، نظرًا لعدم قدرة شبكة الصرف التقليدية على استيعاب كميات الأمطار الكبيرة.
ما الرسائل التي وجهتها شركة الصرف الصحي للمواطنين والأسواق؟
للأسواق: عدم إلقاء المخلفات الصلبة في الشنايش والمطابق، وتجميعها في أكياس ووضعها في صناديق شركة النظافة.
للمواطنين: عند وجود مشكلة في الصرف الصحي يجب الاتصال بالخط الساخن، وعدم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الشائعات.
ما هي الإجراءات الفنية التي تقوم بها الشركة قبل موسم الأمطار؟
تشمل الإجراءات مراجعة محطات الرفع والمعالجة، وصيانة المعدات والعربات والبدالات، بالإضافة إلى رصد المشكلات التي ظهرت في الموسم الماضي والعمل على حلها، مع تحديث خطط العمل سنويًا.
كيف تستعد الشركة عند إعلان هيئة الأرصاد الجوية عن وجود نوة؟
يتم إرسال البدالات والعربات إلى المناطق الساخنة المحددة مسبقًا كوحدات تدخل سريع، للتعامل الفوري مع أي تراكم لمياه الأمطار، بما يمنع حدوث أضرار مرورية أو تعطيل لحركة المواطنين، حيث تمتلك الشركة 116 عربة، و37 بدالة، للتعامل مع النوات.
ما الإجراءات المتخذة في حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعداد القصوى؟
خلال فترات الطوارئ يتم وقف الإجازات، وزيادة ساعات عمل العمال، والتعامل السريع مع بلاغات المواطنين. وفي حال ظهور تراكمات، يتم الدفع بدعم إضافي لإزالتها بأسرع وقت ممكن.
كيف ساهمت التكنولوجيا الحديثة في مشروعات الصرف الصحي؟
قللت الرواسب في مياه الصرف، حسّنت الجودة، وولّدت طاقة كهربائية من الحمأة تغطي أكثر من 50% من احتياجات المحطة من الكهرباء، مما ساعد في تحقيق التوازن الاقتصادي.
اختتم اللواء محمود نافع حديثه بالتأكيد على أن ما تشهده الإسكندرية من مشروعات في مجال الصرف الصحي يمثل نقلة نوعية نحو مستقبل أفضل، موضحًا أن الدولة تضع نصب أعينها حماية المدينة من مخاطر الغرق والتغيرات المناخية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. ودعا في ختام تصريحاته أبناء الإسكندرية إلى التعاون مع أجهزة الدولة في الحفاظ على ما يتم إنجازه، مؤكدًا أن المشاركة المجتمعية هي الضمان الحقيقي لاستدامة تلك الجهود وتحقيق التنمية المستدامة.