عيد الغطاس، والذي يُعرف أيضًا بـ “عيد الظهور الإلهي”، هو واحد من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يحتفل الأقباط في هذا العيد بذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، حيث يعتبر العيد فرصة للاحتفال بسر المعمودية، الذي يعد من أهم الأسرار السبعة في الكنيسة. ويتسم عيد الغطاس بالعديد من العادات والتقاليد المميزة، التي تختلف من مكان إلى آخر، لكن هناك بعض الممارسات التي تتشابه في معظم الكنائس القبطية، وفيما يلي أبرز عادات وتقاليد هذا العيد:
1. صلاة اللقان
صلاة اللقان هي من أبرز الطقوس التي يتميز بها عيد الغطاس، وتعتبر جزءًا من طقوس الظهور الإلهي. يُصلى اللقان في الكنائس القبطية بعد قداس عيد الغطاس، حيث يتم استخدام المياه المُقدسة التي يتم فيها غمس الصليب في الماء، ويرمز هذا الطقس إلى المعمودية. يقال أن اللقان يعيد للأقباط مفهوم الاغتسال الروحي والتوبة، يتشارك الحضور في هذه الصلاة، حيث يقومون بتوزيع المياه المقدسة على الحضور كعلامة للبركة والتطهير.
2. التجمعات العائلية والاحتفالات:
كما في العديد من الأعياد المسيحية، يتجمع أفراد العائلة في عيد الغطاس للاحتفال بالعيد. يقومون بإعداد الطعام التقليدي وتبادل التهاني، يُحتفل بعيد الغطاس أيضًا بتبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، حيث يحرص الكثيرون على التواجد مع عائلاتهم في هذا اليوم المبارك.
3. الاحتفال في الكنائس:
تبدأ الكنائس في يوم عيد الغطاس قداسًا خاصًا، يتضمن ترانيم وصلوات احتفالية. تُضاء الكنائس وتُزخرف بالزهور، ويشترك فيها المصلون في مراسم خاصة تُعبّر عن الفرح والاحتفاء بهذه المناسبة الروحية، في بعض الكنائس، يُشارك في قداس الغطاس عدد من الأساقفة والكهنة المتميزين من مختلف الأماكن.
4. ممارسة السلوكيات الروحية والتوبة:
عيد الغطاس يعد مناسبة للتوبة والاغتسال الروحي. كثير من الأقباط يحرصون في هذا العيد على الصلاة بشكل خاص والتوجه إلى الله بالتوبة، يُعتبر هذا العيد بداية لفترة من الصلاة المكثفة، حيث يحرص البعض على قضاء اليوم في الكنيسة للصلاة والتقرب من الله.
5. الاحتفالات في المناطق الريفية:
في بعض القرى والمناطق الريفية، يُحتفل بالعيد بطريقة خاصة تشمل الاحتفالات في الهواء الطلق، حيث يقوم البعض بأداء بعض الطقوس الدينية مثل إضاءة الشموع والمشاركة في الصلاة الجماعية، كما يشتهر بعض هذه المناطق بوجود مسابقات أو فعاليات خاصة بالعيد تتعلق بالأغاني الدينية.
6. التحضير للعيد:
في الأيام التي تسبق عيد الغطاس، تقوم الأسر القبطية بتنظيف المنازل وتهيئتها للاحتفال بالعيد، تزين المنازل بالورود والزهور التي تعتبر رمزية للزينة الروحية، كما يتم تحضير بعض الأطعمة الخاصة بالعيد مثل الحلويات والمأكولات التي يتم تبادلها بين أفراد العائلة.
7. الاحتفال في مياه النهر:
في بعض المناطق التي تحتوي على مصادر مياه، يحرص الأقباط على الاحتفال بعيد الغطاس بتقديس مياه الأنهار أو البحيرات القريبة، بحيث يقوم بعض الأفراد بالغمر في المياه المقدسة كطقس روحاني يرمز إلى المعمودية.
8. الترانيم والأغاني:
في عيد الغطاس، تردد الكنائس العديد من الترانيم الخاصة التي تعكس فرح العيد، مثل “يا من عمّدت في الأردن”، والتي تذكر المعمودية وتجسد الظهور الإلهي في حياة السيد المسيح.