كتبت – نيرة إبراهيم
في مشهد نادر ومثير، رصد علماء الأحياء البحرية سمكة الشيطان الأسود المرعبة بالقرب من سطح المحيط قبالة سواحل تينيريفي الإسبانية، وهو أمر غير معتاد على الإطلاق، حيث تعيش هذه السمكة في أعماق المحيطات المظلمة التي لا يصل إليها ضوء الشمس. أثار هذا الظهور المفاجئ دهشة العلماء والمهتمين بالحياة البحرية، نظرًا لندرة مشاهدتها في مثل هذه البيئات.
تمكن فريق من علماء الأحياء البحرية، الذين كانوا في حملة بحثية عن أسماك القرش بالقرب من الجزيرة الإسبانية، من توثيق هذا اللقاء النادر عبر تصوير فيديو قصير يُظهر سمكة “الشيطان الأسود” وهي تسبح في المياه السطحية للمحيط. وبعد تحليل الصور والمقاطع المصورة، تأكد العلماء أن السمكة تنتمي إلى النوع Melanocetus johnsonii، المعروف باسم “الشيطان الأسود”.
يعد هذا الحدث الأول من نوعه حيث تظهر سمكة “الشيطان الأسود” على سطح المحيط خلال النهار، إذ تعيش هذه الكائنات في أعماق تتراوح بين 200 و2000 متر في بيئات مظلمة تمامًا. وقد تعرف البعض على هذا النوع من خلال ظهوره في فيلم الرسوم المتحركة الشهير البحث عن نيمو (Finding Nemo) عام 2003، ما زاد من شهرته بين العامة.
معلومات عن سمكة الشيطان الأسود
- تعيش في المحيطات الأطلسي والهندي والهادئ.
- توجد في الأعماق المظلمة للمحيطات، حيث لا يصل ضوء الشمس.
- تتميز بجسمها الأسود القاتم، وأسنانها الحادة وغير المنتظمة، كما أن بطنها يتمدد بشكل كبير لابتلاع فرائس أكبر منها حجماً.
- تعتمد على التمويه والإضاءة الحيوية لجذب الفرائس في الظلام، ونادرًا ما تظهر بالقرب من السطح.
- تتغذى على الأسماك الصغيرة والحبار والقشريات.
أهمية بيئية وعلمية
تلعب سمكة “الشيطان الأسود” دورًا هامًا في التوازن البيئي في أعماق البحار، حيث تساعد في تنظيم أعداد الكائنات التي تعيش في هذه البيئات الفريدة. كما أن دراسة مثل هذه الأنواع تساعد العلماء على فهم المزيد عن التكيفات الفسيولوجية للحياة في أعماق المحيطات القاسية. الجدير بالذكر أن هذه السمكة تنتمي إلى عائلة تضم ستة أنواع مختلفة تُعرف باسم “شياطين البحر السوداء”.
يعد ظهور سمكة “الشيطان الأسود” على سطح البحر حدثًا نادرًا يثير الفضول والدهشة، ويمثل فرصة فريدة لدراسة هذا الكائن المثير. إنه تذكير بأهمية استكشاف أعماق المحيطات للكشف عن المزيد من المخلوقات العجيبة التي ما زالت غامضة بالنسبة للعلماء، في عالم لا يزال يخفي بين طياته أسرارًا لا تُحصى.