كتبت: دينا نبيل
قلعة قايتباي هي القلعة البحرية الأشهر غربي محافظة الإسكندرية، وكثيرًا منا لا يعلم بوجود قلاع أخرى في الإسكندرية، ولكن توجد قلعة أخرى شرقي الإسكندرية وهى طابية “كوسا باشا” بمنطقة أبي قير.
سبب التسمية
وسُميت طابية “كوسا باشا” بهذا الإسم نسبة إلى أحد كبار قادة جيش محمد علي القائد “محمد كوسا باشا” والذي أنشأها عام 1807م بفرمان من محمد علي باشا، من أجل صد هجمات الغزاة شرقي المحافظة، وذلك بعد رحيل الحملة الفرنسية.
قلعة كوسا باشا أو طابية كوسا باشا كما يطلق عليها البعض تقع خلف شركة مياة الشرب شمال شرق أبي قير.
تصميم “طابية كوسا باشا”
تخطيط القلعة سُداسي الشكل تشبه رأس الحربة وهو رمز معنوي للقضاء على الأعداء وقوة الدولة، حيث تتخذ شكل السيف والدرع رمزًا للقوة العسكرية.
تبدأ القلعة بسور حجري ارتفاعه 1.5 م يليه خندق عميق كان يُملأ بماء البحر ثم معبر خشبي متحرك يؤدي إلى الباب الرئيسي للقلعة بالواجهة الشرقية ومنه إلى داخل القلعة وعلى الجانبين يبرز برجي القلعة. تتكون القلعة من طابقين, الأرضي في نفس مستوى أرضية الخندق والعلوي به مجموعة من النوافذ والمزاغل, وعلى جانبي مدخل القلعة يوجد أبواب تؤدى إلى حواصل (لسكن الجنود ومخزن الأسلحة) وبجوارها مجموعة من السراديب.
إعادة تصميم “طابية كوسا باشا”
ومن الجدير بالذكر أن الزعيم أحمد عرابي باشا أعاد تحصين الطابية، أثناء محاولة دفاعه عن الإسكندرية أمام الإحتلال الإنجليزي عام 1882م. وبالفعل لعبت الطابية دورًا هامًا فى محاولة صد هجوم الأسطول البريطاني على الإسكندرية, غير أن أجزاء مهمة تهدمت منها إثر ضربات الإنجليز ولكنها قلعة قوية ومهمة وكان لها بصماتها فى الحرب العالمية الأولى.
تسجيل الطابية ضمن الأثار الإسلامية
كما يُذكر أن الطابية تم تسجيلها كأثر ضمن الآثار الإسلامية بالقرار الوزاري رقم 232 لسنة 1992م .
وقال محمد متولي، مدير عام منطقة آثار الإسكندرية، في تصريحات صحفية، إن الطابية مدرجة ضمن قائمة الآثار الإسلامية الهامة بالمدينة، نظراً لمكانتها التاريخية الكبيرة.
وأكد متولي أن الطابية بالفعل في حاجة ماسة إلى الترميم العاجل، لافتا إلى أن إمكانيات الآثار لا تغطي التكاليف المرتفعة لعملية الترميم، والتي ستتخطى عشرات الملايين من الجنيهات، وفقا لدراسة أعدتها كلية الهندسة بجامعة القاهرة.
من حصن منيع إلى وكر للبلطجة
ونتيجة لذلك، تحولت طابية كوسا باشا من حصن منيع لصد هجمات الغزاة عبر قرون عديدة إلى مبنى تلتهمه عوامل التعرية بسبب الاهمال، وأصبحت وكرًا للمدمنين ومأوى للبلطجية والخارجين عن القانون خاصةً خلال ساعات المساء.
فقد تعرضت القلعة في السنوات الأخيرة لسوء الاستخدام من قبل الأهالي، كما تعرضت أجزاء منها للهدم وأصبحت مجرد فذلك الأثر الهام والذي لا يعرفه الكثير في أمس الحاجة إلى الترميم والصيانة؛ من أجل إدراجه ضمن خطة الأماكن الأثرية بالبرامج السياحية بمحافظة الإسكندرية مما سيعمل على تنشيط السياحة وفقًا لمبدأ استحداث أماكن سياحية وتراثية جديدة للتخفيف على الأماكن السياحية التقليدية.