حوار: ريهام رفعت
الفنان شريف الدسوقي: تربيت في بيت فني ولم اتأخر في الوصول للنجومية
شريف الدسوقي: فيلم “ليل خارجي” أهم محطاتي الفنية ومسلسل “100 وش” نقطة تحول في مشواري
شريف الدسوقي: العمل بالحرف اليدوية أكسبني خبرات فنية تؤهلني لأداء جميع الأدوار
شريف الدسوقي: اجتهدت كثيرًا وحب الناس صنع نجوميتي
شريف الدسوقي: تجاوزت محنة مرضي بالصبر والرضا
قال الفنان القدير شريف الدسوقي إنه ينحدر من أسرة فنية وتربى في بيت فني، فقد كان والده يعمل مديرًا لمسرح إسماعيل ياسين بالإسكندرية (مسرح عبد المنعم جابر حاليًا)، وشاهد جميع نجوم زمن الفن الجميل، حيث ترعرع بينهم، وحضر جميع الورش التدريبية التي قاموا بها وتعلم منهم الكثير.
وأشار الدسوقي، في حواره مع رئيس قسم الفن بوكالة أنباء الإسكندرية ريهام رفعت، إلى أنه نشأ في أحضان أعظم أجيال السينما المصرية، وعلى رأسهم اسماعيل يس، ومحمود المليجي واسيفان روستي وعبدالفتاح القصير، حيث كانت تجمعهم صلة صداقة بوالده، وتأثر بهم كثيرًا.
وحول بدايته ومشواره الفني، قال الدسوقي إن مشواره الفني بدأ سنة 1993 كهاوي، وحصل على أول جائزة (طائر المسرح) بأحد المهرجانات الفنية في النمسا وكان الشخصية السابعة المبدعة علي العالم في عام 2007، حيث شعر بأن سنوات تعبه الطويلة منذ بداية مشواره في الفن بدأت تؤتي بثمارها.
وأكد الفنان السكندري، أنه لم يتأخر في الوصول للنجومية، بالعكس فقد جاءت في وقتها، حيث نجح في اكتساب خبرات حياتيه كثيرة تؤهله لأداء جميع الأدوار مهما كانت صعوبتها، مشيرًا إلى أنه مارس حرف يدوية كثيرة، وهذه الحرف أثقلته كفنان وساعدته أن يتعايش بداخل كل شخصية أو دور يعرض عليه وينخرط في تفاصيلها، فعندما يعرض عليه دور يستطيع الإعداد له سريعًا ويتقمص الشخصية جيدًا وهذا ما أكسبه ميزه عند المنتجين.
ولفت إلى أنه يستهدف ترك بصمة عند جمهوره في كل الأعمال التي يقدمها، فمنذ قراءة الورق، والتحضير للعمل، يكون هدفه دائما ترك بصمه لدى المشاهد ليتذكره الناس دائما بالإيجاب والحب.
وحول بدايته لفن الحكي، أشار الدسوقي إلى أنه بدأ في فن الحكي سنة 2000 واقتصر على السير الهلالية والتراث ولكن شعر بالغيرة لأنه لا يوجد للوجه البحري سيرة لكل الابطال، فقرر بعدها الحكي عن جميع الشخصيات الموثرة، فهناك قصص كثيرة في جميع المناطق الشعبية في مختلف ربوع مصر.
وأشار إلى أن فيلم “ليل خارجي” على سبيل المثال ارتكز على الحكي كتجربة منفردة غير مكررة بالسينما المصرية وذلك من خلال دوره كسائق تاكسي بالفيلم.
وأعلن عن تنظيم ورش عمل للحكي بمسقط رأسه مدينة الإسكندرية لتدريب الشباب على هذا الفن المهم والمؤثر في وجدان الشعوب.
وبسؤاله عن أهم المحطات الفنية في حياته، أشار الدسوقي إلى أن أهم محطاته الفنية هي فيلم “ليل خارجي” من إخراج أحمد عبدالله السيد، حيث حصد جائزة مهرجان القاهره السينمائي الدولي على دوره في هذا الفيلم عام 2018.
وقد نجح الفنان شريف الدسوقي في حصد جائزة «أفضل فنان»، في آخر دورات «مهرجان القاهرة السينمائي»، بجانب «جائزة التمثيل الخاصة» من «جمعية كُتّاب ونقاد السينما المصرية»، كما حصل الفيلم على «جائزة لجنة التحكيم الخاصة» في «مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية»، إضافة إلى عرضه في عدة مهرجانات عربية ودولية، منها «مراكش» و«استوكهولم» و«تورونتو».
وأضاف إلى أن الحصول على الجوائز في المهرجانات الفنية لديها مردود كبير لدى المخرجين، حيث تكون لهذه الجوائز صدي كبير للمخرجين والمنتجين في الترشيح للبطولات
وأكد الدسوقي أن مسلسل “100 وش”، من إخراج المخرجة العظيمة كاملة أبوذكري، كان نقطة تحول في مشواري الفني، حيث استطاع أن يكتسب قاعدة جماهيرية عريضة، وخاصة بين الأطفال بمختلف أعمارهم، من خلال شخصية “سباعي”، خاصة وأن المسلسل ضم نجوم الصف الأول نيلي كريم وأسر ياسين.
وأوضح أن المحطة الثالثة المهمة هي فيلم “وقفة رجالة” للمخرج العظيم أحمد الجندي، وبطولة نجوم كبار ماجد الكدواني، وبيومي فؤاد، وسيد رجب، وشريف دسوقي، ومحمد سلام، وأمينة خليل، وتلك المحطات هي التي ساعدتني على دخول قلوب المشاهدين فحب الناس هو من صنع نجوميتي.
وبسؤاله عن أفضل المخرجين الذين تعامل معهم، قال الدسوقي إنه تأثر كثيرًا بالمخرج الرائع شريف عرفه من خلال فيلم الإنس والنمس الذي ضم نجومًا كبيرة وعلى رأسهم محمد هنيدي ومنة شلبي وعمرو عبدالجليل، وكذلك الرائعة كاملة أبوذكري في مسلسل “100 وش” وكذلك أحمد عبدالله في فيلم “ليل خارجي”، مشيرًا إلى أنه يتمنى العمل مع جميع المخرجين وتحديدًا أحمد خالد موسى، ومحمد ياسين وتامر محسن لما لهم من لمسات مبدعه في الإخراج.
وتعليقًا على محنة مرضه عام 2021، قال الفنان السكندري القدير: “كم لله من لطف خفي .. لقد تجاوزت الأزمة بالحب والرضا والعمل أيضًا، فقد شاركت مع الفنان يحيي الفخراني في مسرحية “ياما ف الجراب يا حاوي”، وبالصبر والجلد استعنت بالعكاز ووقفت علي خشبة المسرح من جديد.
وتقدم بخالص الشكر للفنان العظيم يحي الفخراني والمخرج مجدي الهواري على دعمهم، قائلاً: “لن أنسى لهم أبدًا موقفهم المشرف والإنساني”.
ووجه الدسوقي نصيحة للشباب بالاشتراك في فرق التمثيل في قصور الثقافة سواء للمحترفين أو الهواة والاشتراك في ورش التمثيل والتقديم في “تجارب الأداء” التي يطلبها المخرجين للأدوار الجديدة، وطرق كل الأبواب من أجل الوصول إلى حلمهم.
واختتم الدسوقي حواره قائلاً: “إن الله يخاطب قلوبنا ونوايانا وإنه طوال حياته واهب نفسه لأي شخص في أزمة، حتي وإن كان غريبًا وفي نهاية الحوار تمني للجميع السعادة والصحة والرضا.”