كتب – أحمد عبدالرؤوف
احتضنت مكتبة الإسكندرية فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان قسم المسرح الدولي للأقسام والمعاهد المتخصصة، والتي نُظمت خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو 2025، برعاية الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية. وتمثل هذه الدورة نقطة تحول في تاريخ المهرجان، كونها أول دورة تُقام بطابع دولي، بمشاركة عروض من خمس دول هي: إيطاليا، إسبانيا، اليونان، الإمارات، والأردن، إلى جانب عروض مصرية وعربية.
امتدت فعاليات المهرجان على مدار ستة أيام، وتوزعت العروض المسرحية على عدد من المسارح، أبرزها مسرح مكتبة الإسكندرية، قصر ثقافة الأنفوشي، قصر ثقافة الشاطبي، ومسرح مجمع الأنشطة الطلابية بالجامعة. كما شملت الفعاليات ندوات فكرية وورشًا تدريبية قادها فنانون وخبراء دوليون، من بينهم المخرج اليوناني إيفدوكيموس تسولاكيديس الذي قدم ورشة بعنوان “قوة القناع”، بالإضافة إلى ورش في مجالات التمثيل والديكور والرقص المعاصر، بمشاركة فنانين من إيطاليا وإسبانيا.
وشهد المهرجان تقديم 105 عروض مسرحية، تأهل منها 10 عروض للمنافسة في فئة العروض الطويلة، و11 عرضًا في فئة العروض القصيرة. وترأس لجنة التحكيم المخرج اليوناني إيفدوكيموس تسولاكيديس، وضمّت في عضويتها نخبة من الفنانين والنقاد من مصر والكويت، من بينهم الدكتور أبو الحسن سلام، الدكتورة ليلى عبد المنعم، المخرج الكويتي عزيز صفر، المصمم عمرو عبد الله، والمخرجين أحمد خالد أمين وسامح بسيوني.
وحمل المهرجان هذا العام اسم الفنان المصري فتحي عبد الوهاب، تكريمًا لمسيرته الفنية، حيث شارك في حفل الختام رغم تواجده خارج مصر، قادمًا خصيصًا من الإمارات. وألقى عبد الوهاب كلمة مؤثرة استعاد خلالها ذكرياته مع المسرح في بداياته، مؤكدًا أهمية مثل هذه الفعاليات في دعم المواهب الشابة وصقلها.
أقيم حفل الختام مساء 15 يوليو على مسرح المكتبة الكبير، وافتُتح بعرض فيلم وثائقي عن فعاليات المهرجان، تلاه تكريم الضيوف وإعلان نتائج المسابقات، بالإضافة إلى توزيع شهادات تقدير على جميع الفرق المشاركة. وحتى وقت إعداد هذا التقرير، لم تُعلن الأسماء الرسمية للفائزين، مع ترقب صدورها لاحقًا عبر الموقع الرسمي للمهرجان.
أشرف على تنظيم الدورة الدكتور هاني خميس، عميد كلية الآداب، بصفته الرئيس الشرفي للمجلس الأعلى للمهرجان، وشارك في إدارتها كل من الدكتور هاني أبو الحسن، الدكتور أحمد صقر، الدكتور طارق عبد المنعم، الدكتورة منال فودة رئيسة المهرجان، والدكتور جمال ياقوت مدير الدورة، فيما تولى محمد عبد القادر مهمة منسق عام المهرجان.
رسّخت هذه الدورة مكانة المهرجان كمحطة دولية بارزة في المشهد المسرحي الأكاديمي، مؤكدة على دور الفن كوسيلة فعالة للتواصل الثقافي وتعزيز الحوار بين الشعوب.