كتب – أحمد عبدالرؤوف
ضمن فعاليات الدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، نُظّمت مساء الاثنين ندوة فكرية بعنوان “بين الصحافة والإبداع”، بحضور نخبة من الكُتّاب والصحفيين، وبإدارة الإعلامي أحمد سليم.
استهل سليم الندوة بالترحيب بالحضور والمتحدثين، قبل أن يقدّم الكلمة للكاتب والروائي تامر صلاح الدين، الذي استعرض بداياته مع الكتابة قائلاً: “أول فلوس كسبتها من الكتابة كانت من أمي.. كانت بتديني نص فرنك على كل قصة.”
وأشار إلى تجربته في إصدار مجلة أدبية بعنوان “الفيروز” أواخر الثمانينيات، مؤكدًا أنه خاض تجارب عديدة في الصحافة المحلية دون مقابل، قبل أن يقرر الانتقال إلى المؤسسات الصحفية الرسمية تقديرًا لقيمة الكلمة والجهد.
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي حسام أبو العلا، نائب رئيس تحرير مجلة “أكتوبر”، عن العلاقة المتشابكة بين الصحافة والأدب، مؤكدًا أنه “لا يوجد انفصال بين الكتابة الأدبية والصحفية، فالأدب يمنح الصحفي عمقًا إنسانيًا، بينما توفر الصحافة للأديب أدوات واقعية وتنظيمية.”
أما الكاتب الصحفي محمد شعير، مدير تحرير جريدة “أخبار الأدب”، فقدّم رؤية متوازنة قائلاً: “هناك اتصال بديهي بين الصحافة والأدب، لكن ثمة انفصال ضروري، لأن الواقع الخام قد يُفسد الأدب، والخيال المفرط قد يُفسد الصحافة.”
فيما قدّم الكاتب محمد بركة وجهة نظر مختلفة، واصفًا العلاقة بين المجالين بالصدام، قائلاً: “بالنسبة لي، الصحافة والأدب متخاصمين. بحب الأدب وبحب الكتابة، لكن الصحافة تسرق وقت الأديب.” وأوضح أنه اتخذ قرارات مصيرية للتفرغ للأدب، من بينها التخلي عن وظيفته كمعلم وأخذ إجازة بدون راتب، معتبرًا الأدب خياره الأصيل.
سلّطت الندوة الضوء على العلاقة المركّبة بين الصحافة والإبداع، ما بين من يرى تكاملهما، ومن يؤمن بأن لكل منهما حدوده وعوالمه.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن الصحافة ليست نقيضًا للإبداع، لكنها قد تكون تحديًا له، وأن التوازن بين صدق الواقع وحرية الخيال يظلّ هدفًا يسعى إليه كل من يحمل شغف الكلمة.
ندوة جمعت بين تجارب إنسانية حيّة ورؤى صادقة، أعادت فتح النقاش حول مسارات الكُتّاب بين الواقع المهني ومتعة الإبداع، وأثبتت أن الطريق إلى الكلمة الأصيلة لا يزال ممتدًا بالشغف والتحدي.