كتبت – أميرة سلامة
تعد تونس منبعًا للعديد من النجوم المبدعين، ومن أبرزهم الفنانة التونسية “درة إبراهيم زروق”، التي استطاعت أن تتألق في عالم التمثيل والشهرة وتلامس قلوب جمهورها رغم التحديات التي واجهتها. ومنذ دخولها عالم الفن، ارتبط اسمها في أذهان الجميع بأيقونة الجمال والأناقة، لتسحر جمهور الوطن العربي بأعمالها المتميزة وتكون واحدة من أبرز نجمات الشاشة.
في مناسبة عيد ميلادها، الذي يصادف 13 يناير، نتذكر مسيرتها الفنية الحافلة التي أثبتت فيها موهبتها الفائقة وقدرتها على التأثير في صناعة السينما والتلفزيون. “درة” لم تكن فقط رمزًا للجمال، بل قدمت أيضًا أدوارًا متنوعة وأدت شخصيات مميزة جعلت منها واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي.
بداية درة الفنية
كانت “درة” منذ صغرها مولعة بالفن، إذ نشأت في بيئة تحب الطرب والسينما والمسرح. رغم ذلك، كان والدها يرفض دخولها هذا المجال، خوفاً عليها من ضغوط الشهرة. وُلدت درة في 13 يناير 1980، وحصلت على ليسانس في الحقوق وماجستير في العلوم السياسية من جامعة سانت جوزيف بلبنان.
بدأت درة مشوارها الفني في تونس، حيث شاركت في 4 مسرحيات و3 أفلام و3 مسلسلات. انضمت لفرقة “التياترو” وقدمت أول أدوارها في مسرحية “المجنون” من إخراج توفيق الجبالي، ثم شاركت في المسلسل التونسي “حسابات وعقابات”، تلاه مسلسل “مكتوب”.
الانتقال إلى العالمية
لم تقتصر مشاركات “درة” على الأعمال العربية، بل شاركت أيضًا في أفلام أجنبية. في عام 2003، قدمت دور سيدة الإمبراطورية في فيلم “كولوسيوم” من إخراج الإنجليزي تيلمان ريم، تلاه فيلم “رحلة لويزا” للمخرج الفرنسي باتريك فولسون في 2005. بدأ والدها حينها يقتنع بموهبتها ويفتخر بها.
أعمال درة في مصر
رغم التحديات التي واجهتها في التكيف مع الحياة في مصر، كان حب درة للسينما المصرية وطموحها الكبير في أن تصبح إحدى نجمات الوطن العربي دافعًا قويًا لها. في عام 2007، انضمت إلى فريق عمل فيلم “هي فوضى” من إخراج الراحل يوسف شاهين، حيث لفتت الأنظار بأدائها المتميز، ما دفعها للاستمرار في مجال السينما المصرية. وفي نفس العام، قدمت عملين آخرين هما “الأوّلة في الغرام” و”الحب كده”.
كان مسلسل “العار” عام 2010 نقطة انطلاق حقيقية في حياتها الفنية، تلاه مسلسل “الريان” عام 2011 ومسلسل “آدم” في نفس العام. شاركت أيضًا في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية المصرية مثل فيلم “جنينة الأسماك” ومسلسل “سجن النساء”، “الزوجة الرابعة”، “نسر الصعيد”، و”إلا أنا” (حكاية أول السطر). كما شاركت في مسلسلات الرسوم المتحركة مثل “قصص الحيوان في القرآن” (2011)، “عصام والمصباح” (الجزء الثاني 2012)، و”قصص النساء في القرآن” (2013).
الجوائز والتكريمات
حصلت “درة” على العديد من الجوائز تقديراً لموهبتها، منها جائزة “المهر الطويل” لأفضل ممثلة، وجائزة “سعد الدين وهبة” لأفضل فيلم عربي، بالإضافة إلى جائزة “صلاح أبو سيف” لأفضل إسهام فني.
الانتقادات ورد درة
واجهت درة بعض الانتقادات من الجمهور الذين اعتقدوا أنها تستخدم جمالها في أدوارها، لكنها ردت على هذه الانتقادات قائلة إنها تجسد الشخصية نفسها، بتفاصيلها النفسية والاجتماعية، وليس فقط “درة”. وأكدت ذلك من خلال ظهورها في مسلسل “سجن النساء” بدون مكياج وملابس بسيطة، ما أبرز قدرتها على التمثيل بعيداً عن مظهرها الخارجي.
حياة درة الشخصية
تزوجت “درة” من المهندس المصري هاني سعد في أول زواج لها، رغم أنه كان متزوجًا ولديه طفلان من طليقته.
هوايات ونشاطات خارج التمثيل
تعد “درة” واحدة من أيقونات الموضة والجمال في جيلها، إذ تهتم بعالم الأزياء بشكل كبير. كما أنها تحب الموسيقى، السفر، اكتشاف أماكن جديدة، والسينما.
بهذا الطموح والإصرار، أثبتت “درة” أنها أكثر من مجرد وجه جميل، بل هي فنانة موهوبة تركت بصمتها في الفن العربي والعالمي.