حذّرت الدكتورة ميرفت السيد، مدير المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة، من المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها مرضى الصرع خلال شهر رمضان، مؤكدة أن المرضى الذين يتناولون أدوية متعددة يوميًا قد يكونون أكثر عرضة لحدوث نوبات صرع بسبب تغيُّر مواعيد تناول الأدوية والصيام لفترات طويلة.
وأوضحت الدكتورة أن الصرع هو اضطراب في نقل الإشارات الكهربائية داخل الدماغ، ولا يقتصر على النوبات المصحوبة بفقدان الوعي والتشنجات، بل قد يظهر بأشكال أخرى مثل التحديق في الفراغ أو القيام بتصرفات غير معتادة. قد يصاب بعض الأشخاص بنوبة صرعية واحدة، ولكن إذا تكررت النوبات مرتين أو أكثر، فإن التشخيص يقترب من مرض الصرع. وتجدر الإشارة إلى أن مرض الصرع يمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية، لكنه أكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة أو بعد سن الخامسة والستين.
وأضافت الدكتورة أن العلاج المناسب للصرع يساعد في تقليل شدة النوبات أو منعها تمامًا، حيث أن العديد من الأطفال المصابين بالصرع قد يتعافون منه مع بلوغهم سن الرشد. كما أن بعض العوامل، مثل التاريخ العائلي للمرض، إصابات الرأس، السكتات الدماغية، الأمراض الالتهابية في الدماغ، والحرارة المرتفعة في مرحلة الطفولة، تزيد من احتمالية الإصابة بالصرع.
وأشارت إلى أن الصرع قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل إصابات الرأس أثناء النوبات، أو التعرض لحوادث أثناء القيادة، أو الغرق في حال فقدان الوعي أثناء السباحة. كما أن بعض أدوية الصرع قد تسبب النعاس، مما قد يؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
وفيما يتعلق بالوقاية من النوبات، قدمت الدكتورة عدة نصائح تشمل:
-
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
-
الحصول على قسط كافٍ من النوم.
-
الالتزام بتناول الأدوية وفقًا لتوجيهات الطبيب.
-
تجنب التعرض للأضواء الساطعة والمحفزات البصرية.
-
تقليل وقت استخدام الشاشات والألعاب الإلكترونية.
أما عن تأثير الصيام على مرضى الصرع، فقد أكدت الدكتورة ميرفت السيد أن الامتناع عن الأكل والشرب بحد ذاته لا يشكل خطرًا على مرضى الصرع. بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن تقليل السعرات الحرارية قد يساعد في تقليل تكرار النوبات من خلال تهدئة الخلايا العصبية ذات النشاط المفرط.
لكنها حذرت من أن بعض المرضى قد يواجهون زيادة في عدد النوبات خلال شهر رمضان، خصوصًا أولئك الذين يتناولون أكثر من نوع دواء أو الذين تغيرت مواعيد أدويتهم بسبب الصيام. وأرجعت ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها:
-
اختلاف مواعيد تناول الأدوية.
-
اضطراب مواعيد النوم.
-
الصيام لفترات طويلة دون تغذية ملائمة.
-
الإجهاد البدني والضغط النفسي.
وأشارت الدكتورة إلى أن إمكانية صيام مرضى الصرع تعتمد بشكل كبير على نوع الأدوية التي يتناولونها، حيث توجد أدوية طويلة المفعول تؤخذ مرة واحدة يوميًا وتسمح بالصيام، في حين أن الأدوية التي تتطلب جرعات متكررة قد تجعل الصيام غير آمن.
واختتمت الدكتورة تصريحها بالتأكيد على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ قرار الصيام، لضمان التكيف مع شهر رمضان الكريم بشكل آمن، ووضع خطة علاجية وغذائية تتناسب مع الحالة الصحية لكل مريض.