كتبت – نرمين محمد
تظل امتحانات الثانوية العامة صداعًا سنويًا يؤرق ملايين الطلاب وأسرهم في مصر، حيث تتصاعد معها التوترات والقلق على مدار العام الدراسي. ومع اقتراب موعد انطلاق امتحانات 2025، تتصاعد وتيرة الاستعدادات المكثفة التي تبذلها وزارة التربية والتعليم ومديرية التربية والتعليم بمحافظة الإسكندرية لضمان توفير أجواء مناسبة للطلاب، تمكنهم من تقديم أفضل ما لديهم من تجهيز اللجان وتأمينها، إلى توفير المناخ الملائم داخل وخارج اللجان، تسعى الجهات المسؤولة لتقليل الضغوط النفسية التي تعاني منها الأسر، والعمل على خلق بيئة داعمة للطلاب في هذه المرحلة الحاسمة.
في هذا التقرير نسلط الضوء على هذه الاستعدادات، بالإضافة إلى آراء الطلاب وأولياء الأمور حول استعداداتهم النفسية والعملية للامتحانات، وكيف يمكن تهيئة المناخ الأمثل لنجاح أبنائنا في مواجهة هذا التحدي السنوي.
في بيان رسمي، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن بدء الاستعدادات المكثفة للامتحانات، حيث تم نشر نماذج استرشادية عبر قناة “مدرستنا 3” وموقع الوزارة، تدعم الطلاب في فهم شكل الامتحانات وتقليل التوتر المرتبط بها. كما أوضحت الوزارة أن 85% من الأسئلة ستكون اختيار من متعدد، و15% منها مقالية، مع مراعاة قياس مستويات الفهم المختلفة من البسيط إلى العميق.
وأكدت الوزارة أن امتحانات الدور الأول ستنطلق في 14 يونيو 2025، على أن يبدأ الدور الثاني في 16 أغسطس المقبل. كما أوضحت أنها ستطبق آليات جديدة لمكافحة الغش، منها تقليل عدد اللجان وتكثيف الرقابة لضمان نزاهة الامتحانات.
على مستوى محافظة الإسكندرية، تعمل مديرية التربية والتعليم بشكل دؤوب على تنفيذ توجيهات الوزارة، من خلال تجهيز اللجان الامتحانية، وتعقيمها، وصيانتها، فضلاً عن توفير وسائل الراحة اللازمة للطلاب، وتم تنظيم دورات تدريبية للمراقبين لضمان تنظيم سير الامتحانات بدقة، كما حرصت المديرية على فتح قنوات تواصل مع أولياء الأمور والطلاب لتقديم الدعم النفسي والإجابة على استفساراتهم خلال فترة الامتحانات.
وفي تصريحات خاصة، أكدت أمينة محمود، والدة إحدى الطالبات، أنهم يحرصون على توفير جو هادئ في المنزل بعيدًا عن الضغوط، لتساعد ابنتهم على التركيز، مشيرة إلى أهمية الدعم النفسي في هذه المرحلة، بينما قال محمد علي، والد طالب بالثانوية، إنه يتابع مواعيد المراجعات ويحرص على تنظيم الوقت لأبنائه لتفادي أي توتر.
من جانبهم، عبر الطلاب عن مشاعر التوتر والقلق المترافقة مع هذه المرحلة المصيرية، إلا أنهم عبروا عن أملهم في تحقيق نتائج جيدة، قالت سارة أحمد، طالبة في الثانوية العامة: “أستخدم النماذج الاسترشادية كثيرًا، فهي تساعدني على فهم طبيعة الأسئلة والتقليل من خوفي.” أما الطالب أحمد مصطفى، فأكد أنه يعمل بجد على تحسين مستواه بالرغم من بعض الصعوبات في بعض المواد.
يظل ملف امتحانات الثانوية العامة من أهم التحديات التي تواجه الدولة والطلاب وأسرهم سنويًا، ويبقى التنسيق بين الجهات التعليمية ودعم أولياء الأمور والطلاب هو مفتاح النجاح في تجاوز هذه المرحلة بنجاح.