<< المواطنون يطالبون بحلول عاجلة تحقّق التوازن بين الأمان والرحمة
<< إنشاء ملاجئ وتعقيم الكلاب وتوسيع نطاق التطعيم.. أبرز الحلول المقترحة
كتبت: منار رشاد
شهدت شوارع الإسكندرية مؤخرًا انتشارًا ملحوظًا للكلاب الضالة، ما أثار حالة من القلق بين سكان الأحياء السكنية، خاصة مع تكرار حوادث العقر والإصابة، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى قدرة الجهات المعنية على التصدي لهذه الظاهرة التي تمس الصحة العامة والمشهد الحضري.
حوادث متكررة وإصابات بالجملة
في واقعة أثارت الجدل، هاجم كلب ضال 11 شخصًا، بينهم أطفال، في قرية أبيار التابعة لمركز كفر الزيات بالغربية، ما استدعى نقلهم إلى المستشفى وتلقيالأمصال اللازمة تحت إشراف وزارة الصحة.
وفي الإسكندرية، تكررت المأساة، حيث عقر كلب ضال 30 مواطنًا بمنطقة الحضرة الجديدة، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من مديرية الصحة لتقديم العلاج اللازم. وأصدر محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد توجيهات فورية للطب الوقائي والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة وتوعية المواطنين بسبل الوقاية.
شهادات من قلب الأحياء
في منطقة طوسون، قال محمد المصري إن أحد أسباب انتشار الكلاب يعود إلى وقف حركة القطارات، ما دفع الكلاب التي كانت تتخذ من قضبان السكك الحديدية مأوى إلى الانتقال إلى المناطق السكنية.
وأما شهد رياض، أعربت عن رفضها لقتل الكلاب، مطالبة بتجميعهم وتطعيمهم وإيوائهم في ملاجئ مخصصة، في منطقة المعمورة البلد، أشارت أسماء خميس إلى أن العنف الموجه للحيوانات الضالة يزيد من عدوانيتها، داعية لتوفير أماكن وقائية وتطعيمات للحد من الهجمات.
وفي منطقة العصافرة، حذرت زينب فاروق من انتشار أمراض مثل السعار والجرب، مشيرة إلى أن المشكلة تؤثر على الصحة العامة والبيئة، مطالبة بتدخل عاجل من الدولة.
وأما في ميامي بحري وسيدي بشر الترام، شدد كل من يوسف هشام وآسر جمال على ضرورة إيجاد حلول وسط، تحفظ للكلاب حقوقها وتوفر الأمان للسكان، مشيرين إلى أن الأصوات المزعجة ليلاً والانتشار الكثيف للكلاب باتا مصدر قلق دائم.
وأما في فلمنج، أثنت هنا أحمد على مبادرة تطعيم الكلاب ووضع علامات صفراء للتمييز، مؤكدة ضرورة تعميم التجربة.
وفي محرم بك وباكوس والورديان، طالب الأهالي، ومنهم روان محمد ومنة الله أحمد، بإنشاء ملاجئ وتعقيم الكلاب بدلًا من إيذائها، مؤكدين أنها مخلوقات وفية وتستحق الرعاية، لا العنف.
جهود الدولة في مواجهة الظاهرة
أكد الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أنه تم توقيع بروتوكول مع شركة عالمية للسيطرة على مرض السعار بحلول عام 2030، يشمل البرنامج حملات توعية وتطعيم، إلى جانب توفير 5000 جرعة لقاح في المرحلة الأولى، وخرائط لرصد أماكن الانتشار.
من جانبها، كثّفت مديرية الطب البيطري في الإسكندرية حملاتها، استجابة لتوجيهات المحافظ، وشملت مناطق عديدة منها العجمي، الدخيلة، باكوس، فلمنج والمنشية، بالتعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان.
وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الوزارة طوّرت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السعار، مع توفير العلاج الوقائي وتكثيف التوعية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأشار الدكتور ممتاز شاهين، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلى أن مرض السعار ينتقل عبر لعاب الحيوانات المصابة، وخاصة الكلاب، ويتسبب في أعراض عصبية مميتة. وشدد على أهمية التعاون بين الصحة والطب البيطري والمجتمع المدني.
خلاصة المشهد
تكشف الشهادات وحوادث العقر المتكررة أن ظاهرة الكلاب الضالة باتت أزمة يومية في الإسكندرية، تستدعي توازنًا بين حماية المواطنين والحفاظ على حقوق الحيوانات، الحلول المقترحة تتراوح بين إنشاء ملاجئ، وتعقيم الكلاب، وتوسيع نطاق التطعيم، بما يحقق الأمان للجميع دون اللجوء إلى العنف أو الإبادة.