كتبت – مهرائيل مجدي
داخل أسوار الكنيسة، حيث تضيء الشموع ويرتفع صوت التسامح، امتدت موائد الإفطار لتحتضن الجميع، مسلمين ومسيحيين، في مشهد يفيض بالمحبة والإنسانية.
في قاعة كبيرة داخل كنيسة العذراء وأبو سيفين، اصطف شباب الكنيسة وشاباتها لاستقبال الضيوف بوجوه بشوشة وقلوب مفتوحة. الأجواء كانت مليئة بالدفء، حيث يعم المكان صوت الترحيب والابتسامات الصادقة التي لا تعرف تفرقة بين مسلم ومسيحي.
لحظات قبل الإفطار…
مع اقتراب موعد أذان المغرب، بدأ الجميع في أخذ أماكنهم على المائدة الطويلة التي تزينت بأطباق عامرة بأنواع الأطعمة التقليدية، من التمر إلى الفطائر والمشروبات الرمضانية. في هذه اللحظات، كانت الكنيسة تعج بالأحاديث الودية والذكريات التي يتبادلها الحضور عن رمضان والمناسبات الدينية التي تجمعهم.
وعند سماع الأذان، خيّمت لحظة من السكون الممزوج بالروحانية، حيث رفع المسلمون أيديهم بالدعاء، بينما وقف المسيحيون احترامًا لهذه اللحظة، قبل أن يبدأ الجميع في تناول الإفطار معًا.
أكثر من مجرد إفطار… رسالة حب ووحدة
بعد تناول الطعام، وقف أحد رجال الدين المسيحيين ليلقي كلمة عبّر فيها عن فخره وسعادته بتلك اللحظات، قائلاً: “هذا المشهد هو مصر الحقيقية، حيث لا تفرقة ولا تمييز، بل إخوة يتشاركون لقمة العيش والمودة.”
ومن جانبه، علّق أحد الشيوخ الحاضرين قائلاً: “هذه المبادرة تؤكد أن الأديان جاءت لنشر السلام، وأن المحبة بيننا ليست مجرد شعارات، بل سلوك نعيشه ونمارسه.”
ختام اليوم… وذكريات لن تُنسى
قبل مغادرة الضيوف، تبادل الجميع العناق والتحايا، وتقاطعت الأيدي في مصافحات تعكس التقدير والاحترام المتبادل. البعض التقط صورًا تذكارية لتوثيق هذه اللحظة الفريدة، بينما تعهد آخرون بأن يظل هذا اللقاء تقليدًا سنويًا يجمع القلوب قبل الأديان.
كانت الليلة مليئة بالمشاعر التي لا توصف، لتبث رسالة واضحة: أن مصر ستظل دائمًا أرض المحبة والتعايش، حيث لا تفرّق المناسبات الدينية بين القلوب، بل تجمعها تحت راية واحدة: راية الإنسانية.