حصلت وكالة أنباء الإسكندرية على أول صورة للمحامي المتهم بارتكاب جرائم قتل وإخفاء ثلاث جثث داخل إحدى الشقق في منطقة المعمورة حيث كشفت التحقيقات أن الجريمة الأولى وقعت في يناير 2024 عندما أقدم المتهم على قتل زوجته بعقد عرفي إثر خلاف نشب بينهما
أما الجريمة الثانية فارتكبها في سبتمبر من العام نفسه حيث قتل إحدى موكلاته بسبب نزاع حول أتعابه، وجاءت الجريمة الثالثة بعد أن عثرت الأجهزة الأمنية على جثمان رجل داخل شقة في شارع 45 بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية ويشتبه في كونه إحدى ضحايا المحامي المتهم بقتل السيدتين والمعروف إعلاميًا بـ “سفاح المعمورة”.
العثور على جثمان جديد يشتبه أنه ضحية أخرى
عثرت الأجهزة الأمنية في الإسكندرية على جثمان رجل داخل شقة في شارع 45 بمنطقة العصافرة شرق المحافظة، يُشتبه في كونه إحدى ضحايا المحامي المتهم بقتل السيدتين، والمعروف إعلاميًا بـ “سفاح المعمورة”.
تحركت الأجهزة الأمنية إلى شارع 7 المتفرع من شارع 45 بالعصافرة بناءً على معلومات أفادت بأن المتهم كان يقيم في هذه الشقة لعدة سنوات قبل مغادرتها، مما أثار شبهات حول احتمال وجود ضحايا آخرين. وبالفعل، تم العثور على الجثمان داخل الشقة، وجرى نقله تحت تصرف جهات التحقيق.
وجاءت عملية المداهمة بعد تلقي بلاغ من عدد من الأهالي الذين تعرفوا على المتهم من خلال الأخبار المتداولة عن القضية. وأكدوا أن المحامي كان يقيم في الشقة في وقت سابق قبل أن يتركها، مما زاد من الشكوك حول ما إذا كان قد استخدمها لإخفاء جرائم أخرى. وبعد تفتيش المكان، تم العثور على الجثة، ما قد يؤدي إلى الكشف عن تفاصيل جديدة ومروعة في القضية.
في إطار التحقيقات الجارية، قرر قاضي التجديد الوقتي بمحكمة جنح المنتزه الجزئية بالإسكندرية تجديد حبس المحامي لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، في واقعة العثور على جثتي السيدتين اللتين كانتا مدفونتين داخل شقة كان يستأجرها بمنطقة المعمورة البلد.
ليلة القبض على المحامي.. مساومات وفضائح
كشفت تحقيقات النيابة العامة عن تطورات مثيرة في القضية، حيث أدلى المحامي المتهم باعترافات تفصيلية حول الجريمتين اللتين هزتا الرأي العام في الإسكندرية.
ووفقًا لما توصلت إليه التحقيقات، فإن عدد المشتبه فيهم حتى الآن بلغ سبعة أشخاص، كانوا متواجدين في موقع الجريمة ليلة القبض على المحامي المتهم. وخلال استجوابه، أنكر المتهم صحة ما تردد عن إقامته “ليلة حمراء” داخل شقته، كما أشيع بين الجيران، موضحًا أنه كان يجلس مع خمسة أشخاص، بينهم ثلاث سيدات، ضمن مجموعة أكبر تضم ثمانية متهمين متورطين معه في القضية.
تفاصيل مروعة عن اكتشاف الجثث
وكشفت التحقيقات أن إحدى المتهمات وتدعى نادية. ر، كانت تقيم مع المحامي في الشقة بعد أن أقنعها بأنه لا يملك مكانًا آخر للإقامة. لكنها بدأت تلاحظ رائحة كريهة تنبعث من إحدى الغرف المغلقة، وعندما سألته عن السبب، تهرّب من الإجابة مرارًا.
وفي إحدى المرات، استغلت غيابه وقررت تفتيش الغرفة بنفسها، لتفاجأ بمشهد صادم، حيث عثرت على جثتين مدفونتين، إحداهما داخل تابوت خشبي مفتوح من الأعلى، بينما كانت الجثة الأخرى ملفوفة ببطانية وأكياس بلاستيكية زرقاء.
وبحسب اعترافات المتهم، قامت نادية بمساومته على الصمت مقابل الحصول على مبلغ مالي، إلا أنها لم تكتفِ بذلك، بل استدعت باقي المتهمين السبعة، وطالبوه جميعًا بمبالغ مالية مقابل عدم إبلاغ الشرطة، لكن الأمور خرجت عن السيطرة عندما نشب خلاف حاد بينهم، وارتفعت أصواتهم داخل الشقة، مما أثار شكوك الجيران الذين ظنوا أن المتهم يقيم حفلة صاخبة.
عند دخولهم، لاحظوا وجود آثار حفر في الأرضية، فقرروا التحقق بأنفسهم، ليكتشفوا الجثث، ويقوموا فورًا بإبلاغ الأجهزة الأمنية التي تحركت على الفور لضبط المتهمين.
خطة المتهم لإخفاء الجرائم
أوضحت التحقيقات أن المحامي المتهم ارتكب جريمته الأولى في يناير 2024 عندما قتل زوجته بعقد عرفي بسبب خلافات شخصية. وبعد مرور عدة أشهر، وفي سبتمبر من العام نفسه، قتل موكلته بسبب نزاع حول أتعاب المحاماة.
ورغم أن الجريمتين وقعتا في أماكن مختلفة، إلا أن المتهم قام لاحقًا بنقل الجثتين إلى شقته الجديدة بمنطقة المنتزه، بعد أن استعان بنجار لصنع تابوت خشبي مفتوح من الأعلى لإخفاء إحدى الجثث.
القبض على المتهم واستمرار التحقيقات
بعد كشف الجريمة، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المحامي نصر الدين. أ، البالغ من العمر 51 عامًا، والذي بدا عليه الندم الشديد خلال استجوابه.
وقد أمرت نيابة المنتزه ثانٍ بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، فيما تستمر الجهات المختصة في استكمال التحريات وفحص دور باقي المتهمين في القضية.