سادت حالة من الغضب الشديد بين جموع المصريين، بعد انتشار واقعة اعتداء أحد المسؤولين بإحدى المدارس الخاصة للغات بمدينة دمنهور، والذي قارب على الثمانين من عمره بهتك عرض طفل صغير لم يتجاوز عمره أصابع اليد الواحدة، عدة مرات داخل دورة المياه وجراج المدرسة.
وخلال الأيام الماضية، أصدرت محكمة جنايات دمنهور، حكما بالسجن المؤبد، ضد مراقب مالى بإحدى المدارس الخاصة للغات بالبحيرة، بتهمة هتك الطفل ياسين “طفل البحيرة” بالقوة وتحت التهديد.
هذه القضية هي واحدة من القضايا التي تابعها رواد مواقع التواصل الاجتماعي باهتمام بالغ، وركز المتابعون على دعم الطفل وأسرته نفسيا، لأن لهذه القضية أبعادا كثيرة كشفت العورات داخل المجتمع.
البعد الأول أنها قضية اعتداء جنسي باستخدام القوة من رجل مسن على طفل عمره ست سنوات، وهي جريمة تكشف عن الأمراض النفسية المنتشرة بالمجتمع، فباي ذنب انتهكت البراءة من رجل على مشارف نهاية عمره.
البعد الآخر أن هذه الاعتداءات تشكل حرجا للأسر المصرية خاصة الطرف المعتدى عليه، وبالتالي كون والد ووالدة الطفل قاموا بالإبلاغ وتقديم المتهم للمحاكمة، هي خطوة اعتبرها البعض شجاعة منهم وأن كانت الأسرة حرصت على أن يأتي للمحاكمة وهو متخفيا ومرتديا بدلة سبايدر مان احتراما لخصوصيته.
الأمر الثالث هو أن هذه القضية من القضايا القليلة التي أصدرت فيها المحكمة حكما من أول جلسة، حيث قضت بالسجن المؤبد على المتهم، وهو الامر الذي رحب به حقوقيون ودعوا إلى إصدار وتفعيل قوانين لدعم حق الأطفال في الحماية من التحرش، خصوصا مع تكرار حوادث مؤلمة للاعتداء على الأطفال في أماكن عامة ومدارس حكومية.
وختاما، هناك ضرورة لتكثيف حملات التوعية للأسر وإصدار دليل تعليمي لتدريب الأطفال على كيفية مقاومة ورفض أي محاولة للتحرش بهم ورفض الإغراءات كافة التي تقدم لهم.. وربنا يحفظ أولادنا جميعا..