حلم الجمهورية الجديدة.. هل تعود الإسكندرية لسابقة عهدها مع الفريق أحمد خالد؟
أحمد بسيوني
الإسكندرية ماريا وترابها زعفران، بتلك الكلمات يتغنى الاسكندرانية منذ فجر التاريخ بعظمة مدينتهم، فتاريخيًا كانت الإسكندرية هي العاصمة الأولى لمصر لسنوات طويلة، وجغرافيا تتمتع بموقع متميز ومزايا هائلة، فربما تكون هي المدينة الوحيدة التي تجمع كل أنواع السياحة في مكان واحد، سواء شاطئية أو أثرية أو ثقافية أو دينية، وثقافيًا تمتلك عروس البحر الصرح الثقافي الأضخم “مكتبة الإسكندرية”، وصناعيًا تمتلك مدينة برج العرب الصناعية إحدى قلاع الصناعة في مصر، والتي نتمنى أن يُنظر إليها نظرة مختلفة خلال الفترة المقبلة.
وقد شهدت الإسكندرية تطويرًا هائلاً في السنوات العشر الأخيرة في البنية التحتية، وبانتهاء مشروعات توسعة الكورنيش، ومترو الإسكندرية، سيكون هناك طفرة هائلة داخل المدينة الساحلية على كافة الأصعدة.
ورغم ذلك، يعاني الشارع السكندري من بعض الأزمات الجديدة القديمة، ولعل أبرزها النظافة رغم جهود شركة نهضة مصر في هذا الملف إلا أنه لا يزال محتاج نظرة مختلفة وتكاتف من الجميع، لأن الإسكندرية تستحق، بالإضافة إلى الأسواق العشوائية وعلى سبيل المثال لا الحصر السوق الأشهر والذي يعتبر مشكلة مستعصية عن الحل “سوق المعهد الديني”، وكذلك رصف بعض الطرق كطريق الطابية المحوري الذي يربط بين محافظتي الإسكندرية والبحيرة ويستخدمه المئات بل الآلاف والذي لم ينفذ حتى الآن رغم الوعود المتكررة بإنجازه، وشارع الملك الجديد بالمنتزه.
وخلال السنوات الماضية، كانت الإدارة المحلية بالمحافظة لا تتماشى مع حجم التطوير الذي امتد لأغلب مناطق المحافظة عبر مشروعات كبرى عملاقة تبنتها القيادة السياسية من أجل حلم الانتقال إلى الجمهورية الجديدة.
فالإسكندرية في ظل الجمهورية الجديدة تحتاج إلى مسئولين مبدعين بأفكار خلاقة، تحتاج من كل الأجهزة التنفيذية أن تعمل بشكل مؤسسي بأفكار جديدة لتكون قادرة على تلبية احتياجات مواطنيها بسرعة وكفاءة تتناسب مع حجم ما يتحقق على أرض مصر؛ الإسكندرية تحتاج إلى من يعمل ويتحرك من واقع مسئوليته دون انتظار تعليمات، دعونا نتحرر من سياسة الأيدي المرتعشة داخل بعض المؤسسات لننطلق نحو الجمهورية الجديدة بفكر جديد بعيدًا عن البيروقراطية والعراقيل.
ولعل الجميع استبشر الخير عندما تولى الفريق أحمد خالد حسن سعيد منصب محافظ الإسكندرية، خاصة وأنه أحد أبنائها المخلصين وكان قائدًا سابقًا للقوات البحرية، ليمحي كل آثار الماضي بإرادة جديدة وفكر متطور والأهم من ذلك القدرة على اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب، ويطمح كل الإسكندرانية في أن يكون محافظًا تاريخيًا على غرار العظماء الذين تولوا مسئولية محافظة الإسكندرية، وهذا ما ستكشف عنه الشهور القليلة المقبلة.