تعالت أصوات جموع المصريين في كافة ميادين مصر عقب أداء صلاة عيد الفطر المبارك، ليرسلوا باحتشادهم وهتافاتهم صرخة غضب للعالم أجمع، لعل أبرزها دعمهم وتأييدهم للرئيس عبد الفتاح السيسي في موقفه الواضح تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان على قطاع غزة في أكتوبر 2023، الذي أعلنه مرارًا وتكرارًا برفضه تصفية القضية الفلسطينية ورفضه تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وحمل المشاركون رسالة غضب شعب رافض للتهجير، رافعين أعلام مصر وبجانبها أعلام فلسطين ولافتات “لا للتهجير”، كما أكد المحتشدون في الميادين، الذين تخطى عددهم الملايين من المواطنين على أن الدولة المصرية داعمة للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ ولن تتخلى يومًا عن مساندة الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه الشرعية وحقه في الحياة على أرضه ورفض التهجير وما يرتكبه الاحتلال من جرائم ضد الشعب الفلسطيني.
لقد حذرت مصر مرارًا وتكرارًا من اتساع رقعة الصراع بسبب جرائم كيان الاحتلال المستمرة، لكن لم يستمع أحد مما أدى إلى فشل الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والقوى العالمية، في احتواء الصراعات طويلة الأمد داخل منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ينذر بحالة انعدام الاستقرار بمختلف أرجاء المنطقة.
إن مصر تتعامل بحكمة منذ بداية العدوان البربري لكيان الاحتلال مع أهالينا في غزة، لأنها تدرك عواقب الانزلاق في حرب مجهولة ولديها مبدأ ثابت فيما يتعلق بعملية السلام والدعم الإنساني لقطاع غزة، حيث تسعى إلى إدارة الأزمة مع منح الأولوية لتأمين حدودها الخارجية، ولكن إذا كان هناك تهديدا لأمنها القومي، فمصر قادرة على الردع والرد بقوة.
وختامًا، مصر ليست هدفًا سهلًا، وأي محاولات للضغط عليها سياسيًا أو عسكريًا ستبوء بالفشل، فمصر قادرة على تلقين أي معتدي درسًا لن ينساه أبدًا وما حرب أكتوبر 1973 منا ببعيد؛ فعلى الجميع أن يحذر غضب المصريين.